العالم العربي

معهد الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية يحذّر من تداعيات الضربة الصاروخية الإيرانية على مجمع “الكرياه” وسط تل أبيب

في تصعيدٍ عسكري غير مسبوق منذ عقود، أكّد معهد الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية اليوم أن الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت عدة مناطق في إسرائيل مساء الجمعة أصابت منشآت حيوية داخل مجمع “الكرياه” الواقع في قلب تل أبيب، حيث مقر قيادة الجيش الإسرائيلي.

تُبيّن المعلومات الأولية التي جمعها فريق رصد الأزمات في المعهد أنّ صاروخاً إيرانياً واحداً على الأقل سقط مباشرة في “موقع قيادة حساس” داخل المجمع، وذلك استناداً إلى تحليل مقاطع فيديو متطابقة تم التحقّق من صحتها. وتشير التقديرات إلى أنّ الهدف يُوازي في أهميته مبنى البنتاغون بالنسبة لإسرائيل، الأمر الذي يرفع مستوى المخاطر السياسية والأمنية في المنطقة إلى حدٍّ بالغ.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، فقد أصابت الضربة جزءاً من وسط تل أبيب يضم منشآت عسكرية عدّة، من بينها مقر القيادة العامة للجيش الإسرائيلي. وتَظهر في المقاطع المصوّرة بدايات تفعيل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، قبل أن يخترق صاروخ واحد على الأقل خط الدفاع ليحدث انفجاراً هائلاً أضاء سماء المدينة. كما رُصد برج “مرجانيت” الشهير بجوار “الكرياه” بصورة واضحة أثناء الضربة، ما يعكس قرب الهجوم من بنايات مدنية.

وفي متابعة ميدانية، أفاد مراسل شبكة “فوكس نيوز” من أمام الموقع بأنّ الضربة استهدفت مجمّع “الكرياه” بشكل مباشر، واصفاً إيّاه بأنه “يعادل البنتاغون الأميركي في إسرائيل”. هذا التطور يفتح الباب لقراءات متعددة حول قدرات الصواريخ الإيرانية ودقة إصابتها، فضلاً عن مدى جهوزية منظومات الاعتراض الإسرائيلية في تصدّيها لهجمات مركّزة.

يرى محلّلو معهد الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية أنّ الهجوم يحمل رسائل سياسية وعسكرية مزدوجة:

  1. قدرة إيران على تجاوز أنظمة الدفاع الإسرائيلية وبلوغ أهداف عالية القيمة.
  2. احتمال دخول المنطقة في دورة جديدة من التصعيد المتبادل، بما يهدد الاستقرار الإقليمي وحركة الملاحة والتجارة الدولية.

بالنظر إلى حساسية الموقع المستهدف ووقوعه في قلب مدينة مزدحمة، يحذِّر المعهد من تداعيات إنسانية واقتصادية جسيمة إذا توسّع نطاق الضربات أو ردود الفعل مستقبلاً.

“نحن أمام نقطة تحوّل قد تفرض على الأطراف الدولية التحرّك بسرعة لتفادي دوامة حرب إقليمية واسعة”، يشير التقرير.

“الضربة على ‘الكرياه’ ليست مجرد رسالة سياسية؛ إنها اختبار معلن لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية ولتنسيق التحالفات الإقليمية التي تستند إليها تل أبيب في ردع التهديدات الإيرانية”، يضيف أحد المحللين العسكريين في المعهد.

“إذا استمرت هذه الهجمات، فسوف نشهد تغيّراً جذرياً في قواعد الاشتباك، وقد تتأثر خطوط الشحن العالمية وعمليات إنتاج الطاقة”، يقول مدير وحدة المخاطر المستقبلية بالمعهد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى