وكالة فارس للأنباء: طهران تحذّر من توسيع العمليات العسكرية لتشمل القواعد الأميركية في الشرق الأوسط
أكّد مسؤولون عسكريون إيرانيون اليوم استمرار الضربات على إسرائيل واستعداد إيران لتوسيع نطاق أهدافها لتطال القواعد الأميركية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام القليلة المقبلة. تأتي هذه التصريحات في أعقاب هجوم ليلة أمس الذي وصفته طهران بأنّه “خطوة أولى” ضمن سلسلة ردود عقابية على ما تعتبره “اعتداءات إسرائيلة وغضّ الطرف الأميركي عنها”.
على خلفية التوترات الإقليمية المتصاعدة، شدّدت مصادر رفيعة في الحرس الثوري الإيراني على أنّ الهجوم الأخير لم يكن سوى إنذار ابتدائي، موضحةً أنّ خطّة الرد المعدّلة تتضمّن ضربات صاروخية وطائرات مسيّرة “في العمق الإسرائيلي” وعلى “أي نقطة عسكرية أميركية تُستخدم لدعم العمليات الإسرائيلية”، وفق ما نقلته وكالة فارس.
وتشير المعلومات الواردة إلى تكثيف إيران انتشار أنظمة الدفاع الجوي تحسّباً لأي ردّ إسرائيلي أو أميركي محتمل. كما رفعت القوّات البحرية التابعة للحرس الثوري جاهزيتها في مضيق هرمز وبحر عُمان، فيما عزّزت وحدات الصواريخ الباليستية تمركزها في مواقع متقدمة. وتؤكّد طهران أنّ خياراتها تشمل استخدام صواريخ يصل مداها إلى ألفَي كيلومتر وطائرات مسيّرة متطوّرة قادرة على تجاوز أنظمة الاعتراض.
من جانب آخر، أوضح مصدر دبلوماسي مطّلع أنّ وزارة الخارجية الإيرانية أطلعت سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن على موقفها، مؤكدةً أنّ الهجمات الأخيرة تستند إلى “حقّ الدفاع الشرعي المكرّس في المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة”. وحثّت طهران المجتمع الدولي على “إلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها المستمرة”، محمّلةً واشنطن “المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد بسبب دعمها غير المشروط لإسرائيل”.
تتزامن هذه التطوّرات مع تحرّكات دولية مكثّفة لاحتواء الأزمة؛ إذ دعت كلّ من روسيا والصين إلى جلسة طارئة في مجلس الأمن، بينما أجرى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي محادثات عاجلة لبحث تداعيات التهديد الإيراني على أمن المنطقة وإمدادات الطاقة العالمية. في المقابل، أعلن متحدث باسم البنتاغون أنّ القوات الأميركية “في حالة تأهّب قصوى” وتبحث “جميع الخيارات الدفاعية” لحماية منشآتها وقواتها وحلفائها.
توقّعات المراقبين تشير إلى أنّ الأيام المقبلة قد تشهد تصعيداً واسع النطاق في حال مضت إيران بتهديداتها، ما يضع المنطقة أمام احتمال مواجهة عسكرية مباشرة بين طهران وواشنطن لأول مرة منذ عقود، مع مخاطر انتشار النزاع إلى دول الخليج والعراق وسوريا ولبنان.
“نحن في مرحلة دقيقة للغاية، وأي خطأ في الحسابات قد يشعل المنطقة برمّتها”، هكذا يختصر محللون استراتيجيون المشهد الراهن، لافتين إلى أنّ مؤشرات الأسواق النفطية أظهرت ارتفاعاً فورياً تجاوز ٣٪ في أسعار الخام عقب صدور التهديدات الإيرانية.
مسؤول عسكري إيراني بارز: “هذه المواجهة لن تنتهي بالإجراءات المحدودة في الليلة الماضية، والضربات الإيرانية ستستمر، وهذا العمل سيكون مؤلماً للغاية ومؤسفاً للمعتدين”.
• قيادي في الحرس الثوري: “الحرب ستتمدّد في الأيام المقبلة إلى جميع المناطق التي يحتلّها هذا النظام والقواعد الأميركية في المنطقة”.
• متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: “نحمّل الولايات المتحدة المسؤولية عن أي تداعيات وتؤكّد طهران حقّها المشروع في الردّ على مصادر التهديد”.
