استمرار أزمة إغلاق مصنع سيراميكا الأمراء يهدد 3000 أسرة منذ مايو الماضي

أعلن عاملون في شركة سيراميكا الأمراء بمدينة العاشر من رمضان عن دخول أزمة توقف المصنع أسبوعها الثالث بسبب انقطاع الغاز الطبيعي نتيجة مديونية مالية تجاوزت حاجز الـ100 مليون جنيه ما أدى لتجميد العمل بالكامل وحرمان 3000 موظف من رواتبهم منذ بداية شهر مايو الماضي
أكد عدد من العمال المتضررين أن استمرار توقف خطوط الإنتاج تسبب في أزمة إنسانية طاحنة داخل منازلهم مشيرين إلى أن غياب المرتبات دفع البعض إلى اقتراض المال أو العمل في مهن غير ثابتة لسد احتياجات أسرهم اليومية
صرح مسؤولون بالشركة أن سبب توقف ضخ الغاز هو عدم سداد المستحقات المالية المتراكمة لدى الشركة لصالح الجهات الموردة للطاقة والتي بلغت بحسب تقديرات رسمية 102 مليون جنيه وهو ما دفع شركة الغاز إلى اتخاذ قرار الإيقاف الكامل للخدمة مطلع الشهر الماضي
أوضح ممثل عن النقابة العمالية داخل المصنع أن المطالب تتركز حالياً في ضرورة التدخل الحكومي الفوري لإعادة تشغيل المصنع أو جدولة المديونية على دفعات مؤكداً أن إيقاف الرواتب يمثل تهديداً مباشراً لاستقرار آلاف الأسر التي تعتمد كلياً على دخل العامل
لفت مراقبون إلى أن توقف المصنع أحد أبرز كيانات صناعة السيراميك في مصر سيؤثر سلباً على سوق العمل وعلى التوازن الإنتاجي داخلياً مشيرين إلى أن المصنع كان يشغل طاقة تشغيلية كبرى تغطي جزءاً كبيراً من الطلب المحلي وتصدر منتجاته إلى أسواق عربية وأفريقية
أشار تقرير اقتصادي صادر حديثاً إلى أن قطاع السيراميك يواجه أزمات متكررة بسبب ارتفاع تكلفة الطاقة وصعوبة الحصول على الغاز الصناعي بالأسعار التعاقدية القديمة ما يجعل العديد من المصانع بين خيارين أحلاهما مر إما التوقف الكامل أو العمل بخسارة فادحة
أضاف أحد مسؤولي التوريدات أن الشركة لجأت مؤخراً لمحاولات تفاوض مع مسؤولي الطاقة لتقسيط المديونية إلا أن الرد الرسمي لم يصدر بعد مشدداً على أن كل يوم توقف يعني خسائر إنتاجية تقدر بالملايين وخسائر اجتماعية تفوق التقدير
نوهت تقارير إعلامية صادرة عن وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن أزمة نقص الطاقة في السوق المصري ألقت بظلالها على العديد من الصناعات الثقيلة ومن بينها السيراميك والأسمنت والزجاج مما قد يدفع ببعض الاستثمارات الأجنبية إلى مراجعة موقفها
زعم بعض الخبراء أن غياب تدخل الدولة المباشر يعكس أزمة أعمق في سياسات دعم الصناعات الاستراتيجية خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد مؤكدين أن إنقاذ المصنع واجب وطني وليس مجرد إجراء اقتصادي
استدرك أحد المحللين بأن التأخر في الحل يعرض المئات من الآلات للتلف كما أن فقدان العمال لخبراتهم بسبب الابتعاد عن خطوط الإنتاج لفترة طويلة يمثل خسارة غير قابلة للتعويض في المستقبل القريب