جماعة الحوثي تعلن استهداف مدينة يافا الإسرائيلية بعدة صواريخ باليستية

أعلنت جماعة الحوثي في اليمن تنفيذ هجوم صاروخي استهدف ما وصفته بـ“أهداف حساسة” في مدينة يافا وسط إسرائيل، مؤكدة أن العملية تمّت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وبالتنسيق الزمني مع الضربات الإيرانية الأخيرة في المنطقة.
ذكرت الجماعة أن الهجوم شمل إطلاق عدة صواريخ باليستية بعيدة المدى باتجاه الأراضي الإسرائيلية، في خطوة تُعدّ من أكبر عملياتها خارج نطاق البحر الأحمر منذ بدء تصعيدها الأخير. ويأتي هذا التطور في سياق ما تصفه الجماعة بجهودها لـ“مساندة المحور المقاوم” ضد إسرائيل، بينما لم تصدر تل أبيب بعد بياناً رسمياً يوضح حجم الأضرار أو يكشف عن إجراءات الرد المحتملة.
يأتي الهجوم بعد سلسلة عمليات حوثية استهدفت ممرات بحرية في البحر الأحمر وخليج عدن خلال الأشهر الماضية، ما أثار موجة إدانات دولية ودفع بجهات إقليمية ودولية إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية في الممرات البحرية الحيوية. ويرى مراقبون أن توسيع الحوثيين نطاق عملياتهم ليطال الداخل الإسرائيلي يمثل تصعيداً نوعياً قد يزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة، لا سيما مع تداخل مصالح أطراف إقليمية متعددة.
من جهته، أشار المتحدث العسكري الإسرائيلي إلى أنه يجري التحقق من مسار الصواريخ ومكان سقوطها، لافتاً إلى أن منظومات الدفاع الجوي كانت في حالة تأهب قصوى خلال الليلة الماضية. وبالرغم من عدم صدور معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية أو مادية، يتوقع محللون أن تفرض إسرائيل إجراءات دفاعية إضافية وتعزز التنسيق مع شركائها الدوليين للتعامل مع أي هجمات عابرة للحدود.
تاريخياً، تطوّرت القدرات الصاروخية لجماعة الحوثي منذ اندلاع الصراع اليمني عام 2014، حيث حصلت الجماعة على منظومات أكثر تعقيداً مكنتها من استهداف مدن بعيدة المدى. وتصف مصادر استخباراتية غربية تلك الصواريخ بأنها إيرانية التصميم، فيما تؤكد طهران أن دعمها للجماعة يقتصر على “المستوى السياسي والإنساني”.
ومع تزايد وتيرة التصعيد الإقليمي، يراقب المجتمع الدولي التطورات عن كثب وسط مخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع من شأنها تهديد الأمن والاستقرار وإمدادات الطاقة العالمية.
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها “تتابع التقارير عن الهجوم الصاروخي وتعمل مع الشركاء لاحتواء أي تصعيد إضافي”، فيما شددت الدول الأوروبية على ضرورة خفض التوتر وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة لمنع تدهور الموقف.
من المتوقع أن تعقد الأمم المتحدة جلسة طارئة لمجلس الأمن خلال الساعات المقبلة لبحث تداعيات الهجوم وتقييم خيارات الرد الجماعي أو فرض عقوبات إضافية.
النقاشات حول “حق الرد” الإسرائيلي واحتمالات انخراط أطراف أخرى في المواجهة لا تزال مفتوحة، مع دعوات متزايدة من منظمات إنسانية لتجنيب المدنيين تداعيات صراع جديد في المنطقة.
“إن أي تصعيد إضافي سيقوض جهود إحلال السلام ويزيد من معاناة المدنيين في أكثر من ساحة صراع”، وفق ما صرّحت به المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة خلال إيجاز صحفي اليوم.
في ظل هذه الأجواء المتوترة، تبقى الأنظار معلّقة على رد فعل إسرائيل والوساطات الدولية المحتملة لمنع اتساع دائرة العنف.
“نؤكد أن أولويتنا هي الحفاظ على أمن المدنيين ووقف دوامة العنف التي تشهدها المنطقة”، بحسب ما أفاد به الناطق باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية.
تصريحات من أطراف الحدث
المتحدث العسكري لجماعة الحوثي، يحيى سريع: “نفذنا العملية الباليستية على أهداف حساسة في مدينة يافا رداً على ما نعتبره جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وجرى التنسيق الزمني مع ضربات الحلفاء في محور المقاومة”.
متحدث باسم الجيش الإسرائيلي (تصريح أولي): “نعمل على تحليل البيانات الرادارية ومسارات المقذوفات؛ وسيتم الإعلان عن التفاصيل بعد استكمال التحقيقات الميدانية”.
المتحدثة باسم الأمم المتحدة: “ندعو جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي وتجنب الأعمال التي تهدد الأمن والسلم الإقليميين”.