قبرص تعلن وساطة محتملة بين طهران وتل أبيب

في خضم تصاعد حدة التوتر بمنطقة الشرق الأوسط، أعلنت جمهورية قبرص أنها تلقت طلباً من إيران لنقل “بعض الرسائل” إلى القيادة الإسرائيلية، مؤكّدة استعدادها للقيام بدور وساطة وحاثّةً الاتحاد الأوروبي على تحرّك عاجل.
تأتي المبادرة القبرصية في وقتٍ رصد فيه سكان الجزيرة مقذوفات إيرانية في الأجواء خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما كثّف الرئيس نيكوس كريستودوليديس اتصالاته بقادة المنطقة والعالم للحدّ من خطر الانزلاق إلى مواجهة أوسع.
في التفاصيل، أفاد مكتب الرئيس القبرصي بأن كريستودوليديس أجرى، الأحد، اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تلاه تواصل مع رؤساء مصر والإمارات واليونان، وذلك غداة مكالمة بين وزيري خارجية قبرص وإيران. ورغم تكتم نيقوسيا على مضمون الرسائل الإيرانية، أكّد الرئيس أن بلاده «لن تدّخر جهداً» للحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
ودعا كريستودوليديس الاتحاد الأوروبي إلى عقد اجتماع استثنائي لمجلس الشؤون الخارجية على وجه السرعة، منتقداً ما وصفه بـ «التباطؤ غير المبرّر» في التعامل مع الأزمة، لا سيما وأن قبرص تُعد أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى بؤرة الصراع.
وعلى الصعيد الإنساني، جددت الحكومة القبرصية عرضها تسهيل عمليات إجلاء رعايا الدول الأجنبية من مناطق الخطر، مع التأكيد على ضرورة التزام جميع الأطراف بضبط النفس ووقف أي خطوات قد تزيد من حدة المواجهة.
وقال مراقبون إن تحرّك قبرص الدبلوماسي قد يفتح نافذة للحوار بين طهران وتل أبيب، في حال تجاوب الأطراف المعنية مع مبادرة الجزيرة الواقعة في شرق المتوسط.
يُذكر أن أجواء قبرص شهدت، الجمعة والسبت، مرور مقذوفات أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل، ما أشاع حالة من القلق لدى السكان وأكّد أهمية المسار الدبلوماسي المقترح.
«قبرص مستعدة لاستغلال موقعها الجغرافي وعلاقاتها المتوازنة كي تكون جسراً للتهدئة ومنع المزيد من التصعيد»، وفق ما جاء في بيان الرئاسة القبرصية.
“من غير المعقول أن يطمح الاتحاد الأوروبي إلى دور جيوسياسي فاعل فيما يشهد الشرق الأوسط تحولات خطيرة دون عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية”، أضاف الرئيس.