قروض الأفراد تتجاوز 1.25 تريليون جنيه وسط ضغوط معيشية خانقة

كشف البنك المركزي عن قفزة صادمة في قروض الأفراد بلغت 100.3 مليار جنيه خلال أول أربعة أشهر فقط من عام 2025 ليصل إجمالي المديونية الشخصية إلى 1.25 تريليون جنيه في نهاية أبريل في مشهد يعكس أزمة صامتة تتفاقم في تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين
أوضح التقرير أن حجم القروض بلغ بنهاية ديسمبر 2024 نحو 1.1497 تريليون جنيه مما يعني أن المصريين استدانوا خلال 120 يومًا فقط ما يعادل ميزانيات دول كاملة وهو ما يثير تساؤلات خطيرة حول واقع الدخل وتكلفة المعيشة وسبل الصمود في وجه الغلاء
أعلن اقتصاديون أن هذا الرقم لا يعكس فقط نموا في الاقتراض بل يفضح حجم المعاناة التي تدفع الملايين إلى اللجوء إلى البنوك لتغطية احتياجاتهم الأساسية مؤكدين أن المواطن لم يعد يقترض لشراء كماليات بل بات يطلب التمويل من أجل دفع الإيجارات وسداد مصروفات المدارس وشراء الطعام
صرح خبراء أن الأرقام الصادرة تضع الجهات الاقتصادية أمام مسؤوليات حقيقية لم يعد بالإمكان تجاهلها لافتين إلى أن التضخم المستمر وارتفاع أسعار الفائدة أجبرا فئات كبيرة من المجتمع على الدخول في دوامة الديون المتراكمة
أضاف مختصون أن هذا النمو الجنوني في القروض لا يعني بالضرورة تحسنًا في جودة الحياة بل على العكس يعكس اتساع فجوة الفقر وغياب البدائل وافتقاد السياسات الاقتصادية الفعالة القادرة على حماية الطبقة المتوسطة التي أصبحت تنهار تدريجيًا تحت ضغط القروض
نوه مصرفيون إلى أن تسهيلات البنوك أصبحت الملاذ الوحيد أمام شريحة ضخمة من المواطنين الذين لم يعودوا يرون في رواتبهم موردًا كافيًا للعيش الكريم مشيرين إلى أن برامج التمويل صارت تُستخدم لسد ثغرات المعيشة اليومية لا للاستثمار أو النمو
أكد مراقبون أن وصول القروض إلى 1.25 تريليون جنيه بهذه السرعة ليس مجرد رقم بل ناقوس خطر ينذر بانفجار اجتماعي إذا لم يتم التدخل بسياسات عادلة تحمي الناس من دوامة الاقتراض والبنوك من موجة تعثر تلوح في الأفق