العالم العربي

مركز دراسات الشرق الأوسط يحذر: استهداف منشأة «فوردو» قد يقلب موازين الصراع الإيراني-الإسرائيلي

في تقرير تحليلي جديد صدر اليوم، أكد مركز دراسات الشرق الأوسط للأمن والطاقة (MESCE) أن أي عملية إسرائيلية محتملة تستهدف منشأة «فوردو» النووية الإيرانية – الملقّبة عسكرياً بـ«جبل الهلاك» – قد تشكّل نقطة تحوّل استراتيجية في معادلة الردع بين البلدين، وتفتح الباب أمام تصعيد إقليمي واسع.

تقع منشأة «فوردو» تحت جبل صخري بعمق يقارب 500 متر بالقرب من مدينة قُم، وتتميّز بتحصينات معقدة وأنظمة دفاع جوي متعددة الطبقات. ويشير التقرير إلى أن طهران تعتبر «فوردو» رمزاً لقدرتها على تحصين برنامجها النووي ضد أي ضربة مباشرة، فيما ينظر المخططون العسكريون في تل أبيب إلى المنشأة كهدف حاسم ينبغي تحييده لمنع إيران من الوصول إلى «الاختراق النووي».

يرصد التقرير أربعة سيناريوهات محتملة في حال استهداف «فوردو»:

  1. ضربة جوية تقنية عالية الدقة تستخدم فيها قنابل خارقة للتحصينات، مع محاولة شل الدفاعات الجوية الإيرانية.
  2. هجوم سيبراني متزامن لتعطيل أجهزة الطرد المركزي وتقليل الحاجة إلى اختراق عسكري عميق.
  3. عملية مشتركة تشمل تحالفاً مؤقتاً بين إسرائيل وقوات غربية لتقليل المخاطر السياسية وتحسين فرص النجاح العملياتي.
  4. عدم التحرك العسكري والاكتفاء بضغط دبلوماسي وعقوبات إضافية، ما يسمح لطهران بمواصلة نشاطها مع بقاء «فوردو» خطاً أحمر لأي تدخل مستقبلي.

ويرجّح MESCE أن أي خيار عسكري سيصاحبه رد إيراني مباشر عبر حلفائها في المنطقة، ما يرفع احتمالات التصعيد إلى مستويات غير مسبوقة منذ حرب 2006، ويعرّض الملاحة في مضيق هرمز لهزّات حادة تؤثر على أسواق الطاقة العالمية.

كما يشير التقرير إلى أن منشأة «فوردو» تضم بحسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكثر من ألف جهاز طرد مركزي من طراز IR-6، وقدرات تخصيب تصل إلى مستويات تفوق 60% من اليورانيوم-235؛ وهو ما يختصر زمن الاختراق النووي إلى بضعة أسابيع فقط في حال صدور قرار سياسي إيراني.

«إنّ نجاح أو فشل أي ضربة ضد ’فوردو‘ لن يُقاس فقط بمدى تدمير أجهزة الطرد المركزي، بل بقدرة الطرفين على إدارة التصعيد اللاحق ومفاعيله الإقليمية» – هذا ما خلص إليه تحليل المركز الذي جاء في 38 صفحة متضمنة خرائط أقمار اصطناعية وصور ثلاثية الأبعاد لتحصينات المنشأة.

في ضوء هذه المعطيات، يوصي MESCE بما يلي: • تعزيز قنوات الاتصال غير المباشر بين واشنطن وطهران للحد من سوء التقدير الاستراتيجي.
• رفع جاهزية أنظمة الدفاع الصاروخي في دول الخليج تحسّباً لأي رد عابر للحدود.
• إنشاء غرفة عمليات دولية لرصد التحركات العسكرية في الجو والبحر لمنع انزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة.

«إنّ استهداف ’جبل الهلاك‘ ليس عملية تكتيكية فحسب؛ بل خطوة يمكن أن تعيد رسم خريطة الردع في الشرق الأوسط برمّته»، وفقاً لأبرز استنتاجات التقرير.

تتوفر النسخة الكاملة للتقرير باللغة العربية والإنجليزية على موقع المركز ابتداءً من اليوم، مع جلسة نقاش افتراضية يشارك فيها خبراء من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط في 20 يونيو.

«إن رسالتنا للمجتمع الدولي واضحة: لحظة اتخاذ القرار باتت أقرب من أي وقت مضى، وأي حسابات خاطئة قد تقود إلى صيف ملتهب في المنطقة»، قال الدكتور سامي العيداني، مدير برنامج الأمن الإقليمي في المركز.

وأضافت الدكتورة ليلى نجار، كبيرة الباحثين في ملف منع الانتشار النووي: «أطلقنا هذا التقرير لتوفير إطار موضوعي يُمكن صناع القرار من تقييم المخاطر بوضوح بعيداً عن الضجيج السياسي».

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى