4 قتلى و195 مصابا بموجة قصف إيراني جديدة على وسط إسرائيل

، أكّد معهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت-تل أبيب تعرّض حرم المؤسسة البحثية لصاروخ إيراني مباشر ضمن الهجوم الصاروخي الأخير الذي استهدف وسط إسرائيل فجر اليوم، ما أسفر عن أضرار مادية كبيرة وتعليق فوري لجميع الأنشطة غير الطارئة داخل الحرم.
على خلفية موجة القصف التي شملت إطلاق نحو 50 صاروخاً وأدّت إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 195 آخرين مع بقاء 35 مفقودين في مدينة بات يام، يوضح معهد وايزمان للعلوم أنّ المختبرات الرئيسة ومراكز البيانات العلمية تأثرت بشكل ملموس، فيما لحقت أضرار هيكلية بمبانٍ بحثية وتعرضت معدات متقدمة للتدمير الجزئي. وقد عملت فرق الطوارئ التابعة للمعهد جنباً إلى جنب مع قيادة الجبهة الداخلية ونجمة داوود الحمراء لإخلاء العاملين وتأمين المواد الكيميائية الحساسة.
يستمرّ خبراء الهندسة في تقييم السلامة الهيكلية للمباني المتضررة، بينما شرعت دوائر المعهد في خطة استمرارية أعمال تضمن نقل الأبحاث الحيوية إلى مرافق بديلة خلال الساعات المقبلة. كما فعّل المعهد خطاً ساخناً مخصّصاً للموظفين والطلاب لتقديم الدعم النفسي والإرشاد اللوجستي.
وأكدت الجهات الطبية أنّ غالبية الإصابات المسجلة على مستوى البلاد تتركز في تل أبيب وضواحيها، حيث أصيبت ستة مواقع مدنية وصناعية بشكل مباشر. وفي حين لم تُسجل وفيات داخل الحرم الجامعي نفسه، أُصيب ثلاثة من العاملين بجروح طفيفة جراء تطاير الزجاج ويخضعون حالياً للمراقبة في مستشفى شيبا.
يحثّ معهد وايزمان للعلوم المجتمع البحثي العالمي والداعمين على التضامن والدعم للمساعدة في إعادة تأهيل المختبرات وضمان عدم توقف المشروعات العلمية التي تخدم البشرية في مجالات الطب والطاقة والذكاء الاصطناعي.
ذات الصلة، تواصل قوات الأمن الإسرائيلية عمليات البحث والإنقاذ لانتشال المفقودين في بات يام، بينما تم تشديد الإجراءات الدفاعية حول المنشآت العلمية والاستراتيجية تحسباً لأي تهديدات إضافية.
علاوة على ذلك، دعت قيادة الطوارئ جميع السكان إلى الالتزام بتعليمات الملاجئ وإبقاء الهواتف مفتوحة لاستقبال الإنذارات المحلية، مؤكدةً أن الجهود الحكومية منصبة على إعادة الخدمات الحيوية إلى كامل طاقتها في أقرب وقت ممكن.
ذاتياً، خصّص المعهد صندوقاً طارئاً لتمويل إصلاح البنى التحتية المتقدمة وإعادة تشغيل التجهيزات المخبرية التي تُعدّ من بين الأحدث عالمياً، مشيراً إلى أن تعطلها طويل الأمد قد يؤثر في اكتشافات طبية حاسمة قيد التطوير.
“إنّ العلم لا يعرف حدوداً، وسنواصل العمل رغم كل التحديات،” بحسب بيان إدارة المعهد.
تصريحات
د. ألون تشين – رئيس معهد وايزمان للعلوم: “ضرب الإرهاب قلب الإبداع العلمي في إسرائيل، لكننا أكثر إصراراً على المضي في مهمتنا. سلامة موظفينا وطلابنا أولويتنا القصوى، وسنستعيد قدراتنا البحثية بسرعة بمساندة شركائنا المحليين والدوليين.”
الميجر جنرال رافي ميلو – قائد الجبهة الداخلية: “التنسيق مع معهد وايزمان نموذج يُحتذى به في إدارة الأزمات. فرقنا تتعامل مع موقع معقد يحتوي على مواد علمية عالية الخطورة، ونجحنا في تجنيب المنطقة كارثة أكبر.”
البروفيسورة ميخال روزنبلوم – مديرة مركز أبحاث السرطان في المعهد: “رغم الأضرار التي لحقت بمختبراتنا، فإن بياناتنا ومشارعنا محفوظة والبحث لن يتوقف. تواصلنا مع مؤسسات شقيقة حول العالم لتأمين مواقع بديلة للتجارب العاجلة.”
من جانبها، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن “عدد الجرحى جراء استهداف الصواريخ الإيرانية لوسط البلاد ارتفع إلى 195 بينهم 5 في حالة خطيرة”.
وكانت وسائل إعلام عبرية بينها هيئة البث، قد تحدثت بوقت سابق عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 136 جراء القصف الإيراني، قبل أن ترتفع الحصيلة.
وأضافت القناة 12 أن “هناك تقديرات بوجود نحو 35 مفقودا في موقع سقوط الصاروخ الإيراني في مدينة بات يام جنوبي تل أبيب”.
وبذلك ترتفع حصيلة القصف الإيراني لإسرائيل منذ مساء السبت إلى 8 قتلى و208 إصابات، وفق رصد الأناضول لما نشرته وسائل إعلام عبرية رسمية.
وفي وقت سابق مساء السبت، أفاد هيئة الإسعاف الإسرائيلية بأن 4 أشخاص قتلوا وأصيب 13 شمالي إسرائيل، إثر قصف صاروخي إيراني.
وضمن موجة القصف الأخيرة، أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة بأن عشرات المنازل والمباني تضررت جراء سقوط صواريخ إيرانية في مدينة بات يام قرب تل أبيب.
فيما قالت وسائل إعلام عبرية بينها صحيفة يديعوت أحرونوت، إن أضرارا كبيرة وقعت في معهد وايزمن للأبحاث والعلوم في مدينة رحوفوت قرب تل أبيب جراء سقوط صاروخ إيراني عليه بشكل مباشر.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية إنه تم إطلاق نحو 50 صاروخا في القصف الإيراني الأخير على إسرائيل، لافتة إلى أن أصوات الانفجارات سمعت في وسط البلاد بشكل كثيف.
كما قالت صحيفة معاريف، إن “6 مواقع في تل أبيب ومحيطها أصيبت بشكل مباشر بصواريخ إيرانية”.
وأفادت القناة 14 الإسرائيلية بأن سقوط الصواريخ الإيرانية تركز على مدينتي بات يام ورحوفوت في تل أبيب الكبرى.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إنه يعمل على اعتراض موجة جديدة من الصواريخ الإيرانية في أنحاء البلاد ويطلب من الإسرائيليين البقاء في الملاجئ.
وأشار إلى أن صفارات الإنذار دوت في أنحاء إسرائيل بالتزامن مع الهجوم الصاروخي الإيراني الجديد.
وبالتزامن مع الهجوم الإيراني، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية، بأن الجيش رصد إطلاق صاروخ باليستي من اليمن تجاه وسط إسرائيل.
وفي تطور لاحق، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إنه “تم تفعيل صفارات الإنذار في النقب جنوب إسرائيل بعد الاشتباه بتسلل طائرة مسيرة”.
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته “الأسد الصاعد”، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم “استباقي” وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية “غير المسبوقة” تهدف إلى “ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى”.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها 8، خلفت قتلى وجرحى، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن “حدث خطير جدا” في تل أبيب، عقب قصف إيراني استهدف موقعا استراتيجيا، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بسبب الرقابة العسكرية الصارمة وتعليمات التعتيم المفروضة من قبل الجيش.
والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من “حرب الظل” التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.