العالم العربي

مركز الرصد الاستراتيجي يحذّر: التصعيد الإيراني-الإسرائيلي يهدّد بانفجار أمني شامل في الشرق الأوسط

في ثالث أيام التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، يحذِّر مركز الرصد الاستراتيجي للسلام والأمن الإقليمي من انتقال المواجهة إلى مرحلة قد تعصف بأمن الشرق الأوسط بأسره، ويحثّ المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات فورية لوقف إطلاق النار واستئناف المسار التفاوضي.

تشير تقارير المركز إلى أن الحرس الثوري الإيراني شنّ، صباح الأحد، موجة جديدة من الصواريخ والطائرات المسيَّرة على أهداف متعددة في محيط تل أبيب، شملت معهد وايزمن للعلوم في رحوفوت ومدينة بات يام، إضافةً إلى بنى تحتية حيوية في قطاع الطاقة ومنشآت لإنتاج وقود الطائرات المقاتلة. وأعلن الحرس الثوري استخدام الصاروخ الباليستي الموجَّه التكتيكي «الحاج قاسم» العامل بالوقود الصلب في إحدى الضربات، ملوِّحاً بأن الجولة القادمة ستكون «أشد وطأة» إذا استمرّت «الاعتداءات الإسرائيلية»، على حدّ وصفه.

وتأتي هذه الضربات ردّاً على هجمات إسرائيلية سابقة استهدفت مواقع عسكرية داخل الأراضي الإيرانية خلال اليومين الماضيين. وبينما لم تصدر بعدُ حصيلة دقيقة للخسائر البشرية أو المادية، ترتفع وتيرة القلق في العواصم الغربية والشرقية على حدّ سواء، حيث تتكثّف الدعوات إلى ضبط النفس واحتواء الموقف قبل انزلاقه إلى صراع أوسع.

ويتابع مركز الرصد الاستراتيجي تطورات الميدان عبر شبكة محلليه وخبرائه، مشيراً إلى أن استمرار استهداف مراكز الأبحاث والمنشآت الحيوية يهدّد بنسف أي جهود دولية لإحياء الاتفاق النووي وتعزيز استقرار أسواق الطاقة، ويضع المدنيين في دائرة الخطر المباشر.

ويحذِّر خبراء المركز من أن توالي الضربات المتبادلة يخلق بيئة خصبة لجهات إقليمية غير حكومية قد تسعى إلى توسيع رقعة الصراع، ما قد يُفضي إلى تعطيل خطوط الملاحة في الخليج والبحر الأحمر ورفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية.

الدكتور سامي العتيبي، مدير مركز الرصد الاستراتيجي: «إن مواصلة استهداف البنية التحتية المدنية والعلمية ينذر بكارثة إنسانية ويقوّض فرص العودة إلى طاولة المفاوضات. نحن بحاجة إلى تحرّك أممي سريع لإرساء وقف إطلاق نار ملزم».

الخبيرة في شؤون الأمن الإقليمي، د. ليلى الخطيب: «استخدام الصاروخ الباليستي التكتيكي “الحاج قاسم” يحمل رسالة رمزية وعسكرية في آنٍ معاً، ويؤكد أن قواعد الاشتباك التقليدية بين الطرفين آخذة في التبدل، ما يزيد احتمالات التصعيد إلى مواجهة مفتوحة».

المبعوث الأممي الخاص للشرق الأوسط، تور وينسلاند، في بيان للمركز: «ندعو الطرفين إلى الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين، ونحثّ المجتمع الدولي على دعم مسار دبلوماسي عاجل لتجنيب المنطقة مزيداً من العنف».

فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن الدمار كبير في بات يام جنوبي تل أبيب، وسط انقطاع للكهرباء. وأعلن رئيس بلدية بات يام تضرر 61 مبنى.

بينما أكد قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال 35 شخصا كانوا تحت الأنقاض. وأضاف أن الأيام المقبلة ستكون صعبة.

مقتل 14 من جهتها، أشارت مصادر طبية إسرائيلية إلى مقتل 14 شخصا، وإصابة 245 آخرين جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية، حسب ما نقل مراسل العربية/الحدث.

ووفقا لمتحدث باسم نجمة داوود الحمراء، أصيب 100 آخرون في هجوم صاروخي “في المنطقة الوسطى”، و 37 شخصا في منطقة الشفيلة.

أتى ذلك، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف، فجر الأحد، مقر وزارة الدفاع الإيرانية ومواقع مرتبطة بالبنية التحتية “لمشروع الأسلحة النووية” وأهدافا أخرى. وقال في بيان إن قواته الجوية نفذت قرابة الساعة 2,40 صباحا (23,40 ت غ السبت) “سلسلة واسعة من الضربات التي تستند إلى معلومات استخباراتية على عدد من الأهداف في طهران تتعلق بمشروع الأسلحة النووية للنظام الإيراني، وكذلك على مستودعات وقود”.

كما أضاف أن “الأهداف شملت مقر وزارة الدفاع الإيرانية، ومقر منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية للمشروع النووي وأهدافا إضافية”.

وكان الجانب الإسرائيلي استهدف، أمس السبت، لأول مرة، البنية التحتية للطاقة في إيران، إذ قصف حقل بارس الجنوبي قبالة ساحل محافظة بوشهر جنوب البلاد، وهو صاحب أكبر حصة في إنتاج الغاز في إيران. فيما أدت المخاوف من التعطيل المحتمل لصادرات النفط في المنطقة إلى ارتفاع أسعار الخام بنحو تسعة بالمئة يوم الجمعة الماضي، على الرغم من أن إسرائيل لم تستهدف قطاع النفط والغاز الإيراني في اليوم الأول من حملتها.

يذكر أن المواجهة بين الطرفين التي بدأت على حين غرة يوم الجمعة الماضي، بسلسلة هجمات وتفجيرات إسرائيلية على إيران، بينما كان العالم يرتقب أن تبدأ الأحد الجولة السادسة من المفاوضات النووية الإيرانية الأميركية في مسقط، أدت إلى اغتيال عشرات القادة العسكريين الإيرانيين، في مقدمتهم رئيس هيئة الأركان محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين إسلامي.

كما اغتالت إسرائيل 9 علماء ذرة، وضربت منشآت النووي في مختلف أنحاء إيران، على رأسها نطنز وأصفهان وفوردو أيضا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى