إيهود باراك يحذر إسرائيل غير قادرة على مواجهة إيران نوويًا بدون دعم دولي

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك أن إسرائيل لا تمتلك القدرة العسكرية الكاملة لخوض حرب شاملة ضد إيران بمفردها دون دعم دولي محذرًا من تداعيات أي تحرك غير محسوب قد يجر المنطقة إلى مواجهة خطيرة وطويلة الأمد
أوضح باراك في تصريح حديث أن التنسيق مع الحلفاء الاستراتيجيين يمثل أولوية قصوى لمواجهة ما وصفه بالتهديد الإيراني المتنامي مشيرًا إلى أن أي عملية عسكرية غير منسقة قد تفضي إلى عواقب استراتيجية معقدة تتجاوز التقديرات الحالية
لفت باراك إلى أن العملية الأخيرة التي شنتها إسرائيل ضد أهداف إيرانية حققت نتائج ملموسة على الصعيد العسكري إلا أنها دخلت مرحلة دقيقة من المواجهة قد تكون اختبارًا طويلًا ومؤلمًا على حد وصفه
أضاف أن إيران قد تسارع في خطواتها نحو امتلاك قدرات نووية مستغلة الهجوم الإسرائيلي الأخير لتبرير برنامجها النووي وتقديمه كمشروع دفاعي أمام المجتمع الدولي خاصة وأن إسرائيل نفسها ليست طرفًا موقعًا على معاهدة عدم الانتشار النووي وتُعتبر قوة نووية غير معلنة
انتقد باراك ما وصفه بحالة الاندفاع في الشارع الإسرائيلي ووسائل الإعلام تجاه تصريحات رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو والتي أعلن فيها إزالة التهديد النووي الإيراني معتبرًا أن تلك التصريحات لا تعكس الواقع وتعبر عن قراءة سياسية سابقة لأوانها
نوه باراك إلى أن الخطاب السياسي الحالي في إسرائيل يحمل نوعًا من النشوة غير الواقعية التي لا تستند إلى معطيات حقيقية مؤكدًا أن البرنامج النووي الإيراني ما زال يشكل خطرًا جوهريًا وأن إعلان الانتصار النهائي ما هو إلا خداع ذاتي محفوف بالمخاطر
زعم باراك أن استمرار التصعيد دون رؤية استراتيجية موحدة مع الحلفاء سيفقد إسرائيل عنصر الردع وسيضعف قدرتها على التأثير في المعادلات الإقليمية القادمة مشددًا على أن الأمن القومي لا يُدار عبر التصريحات بل من خلال خطط متكاملة طويلة الأمد
أشار إلى أن طهران قد تستخدم التصعيد ذريعة للانسحاب من أي التزامات سابقة وتعزيز نفوذها الإقليمي داعيًا إلى الحذر من الانجرار وراء الانتصارات المؤقتة على حساب الحسابات المستقبلية
استدرك باراك بالقول إن قوة إسرائيل الحقيقية لا تكمن فقط في قدراتها العسكرية بل في تحالفاتها السياسية وخبرتها في إدارة الأزمات داعيًا إلى قراءة واقعية للمشهد بدلًا من الركون إلى أوهام الانتصار
أكد أن التحديات المقبلة تتطلب ضبط النفس والتخطيط الاستراتيجي المحكم وليس الاعتماد على خطوات أحادية الجانب قد تفقد إسرائيل توازنها الاستراتيجي في منطقة تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم