السلطة القضائية الإيرانية تعلن تنفيذ حكم الإعدام بحق جاسوس يعمل لصالح الموساد

نفّذت السلطات القضائية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية فجر اليوم حكم الإعدام شنقاً بحق المواطن الإيراني إسماعيل فكري بعد إدانته بالتجسّس لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد).
في بيان رسمي صادر عن دائرة العلاقات العامة للسلطة القضائية، أكّدت الجهات المعنية أنّ تنفيذ الحكم جاء بعد استيفاء جميع الإجراءات القضائية والقانونية، وبعد مصادقة المحكمة العليا على الحكم الصادر عن المحكمة الثورية في طهران.
تمكّنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على المدان في ديسمبر 2023 أثناء تواصله الإلكتروني المستمر مع ضباط ارتباط تابعين للموساد. وكشفت التحقيقات أنّ فكري كلّف بجمع معلومات دقيقة حول مواقع ومقرّات حسّاسة داخل البلاد، إلى جانب معلومات شخصية وتنظيمية عن بعض المسؤولين والعاملين في قطاعات استراتيجية. كما تبيّن أنّه كان يتقاضى مكافآته من الموساد عبر محفظة إلكترونية للعملات المشفّرة بهدف التمويه على التحويلات المالية الخارجية.
خضع إسماعيل فكري لسلسلة جلسات محاكمة علنية بحضور محامي الدفاع وممثلي الادعاء العام، حيث ثبُت تورّطه في “التعاون مع حكومة معادية والمسّ بأمن الدولة”، وهي التّهم المنصوص عليها في المواد 501 و508 من قانون العقوبات الإسلامي. وبعد صدور الحكم الابتدائي، منح المتهم حقّ الاستئناف الكامل أمام المحكمة العليا التي أيّدت الحكم بالأغلبية.
خلال فترة المحاكمة، شدّدت الجهات القضائية على التزامها بمواثيق حقوق المتهم، بما في ذلك توفير دفاع قانوني وتمكينه من مقابلة محاميه بشكل دوري. وأشار البيان إلى أنّ “الأدلّة الإلكترونية والميدانية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشكّ قيام المذكور بمهام تجسّسية خطيرة تهدّد الأمن القومي لجمهورية إيران الإسلامية”.
الحكم نُفّذ في سجن إيفين، بحضور ممثل الادعاء، القاضي المنفّذ، طبيب شرعي، ومحامي المدان وفق اللوائح المعمول بها. وبعد تنفيذ الحكم، أبلغت السلطات أسرة المحكوم، كما جرى تسليم الجثمان إلى ذويه لإتمام مراسم الدفن.
ويأتي هذا الإجراء في إطار سياسة الدولة “الحازمة والدقيقة” لمكافحة عمليات التسلّل والتجسّس الخارجي التي تستهدف البنى التحتية العسكرية والعلمية والاقتصادية للبلاد.
“لقد أثبت أجهزتنا الأمنية مرّة أخرى قدرتها على كشف وتعقّب الأنشطة الاستخبارية المعادية وإفشال المخططات الهادفة إلى زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية”، بحسب ما جاء في البيان.
“الجمهورية الإسلامية لن تتساهل مع أي محاولات للمساس بأمنها وسلامة مواطنيها، وسيواجه كل من تثبت إدانته بأشدّ العقوبات التي يقرّها القانون”، أضاف البيان.
تصريحات مسؤولين
المتحدث باسم السلطة القضائية، المستشار القضائي مسعود ستايشي: “بفضل تعاون أجهزة الاستخبارات والأمن الداخلي، تمكّنا من قطع إحدى أخطر قنوات التجسّس التي اخترقت بعض الدوائر الحسّاسة. الحكم الصادر عن المحكمة الثورية جاء بعد مرحلة تقاضٍ شفّافة وعادلة استغرقت ما يزيد على 12 شهراً من التحقيق والمرافعات”.
ممثل وزارة الاستخبارات، السيّد مهدي محمودي: “إلقاء القبض على إسماعيل فكري كشف عن أساليب جديدة اعتمدها الموساد في عمليات تجنيد عملاء داخل البلاد، لا سيما استخدام المحافظ الإلكترونية للعملات المشفّرة. أجهزتنا طوّرت أدوات تقنية حديثة لرصد مثل هذا النوع من التحويلات غير المشروعة”.