العالم العربي

حاملة الطائرات الأميركية «نيميتز» تغيّر مسارها بشكل مفاجئ إلى الشرق الأوسط وسط تنامي التوتر بين إسرائيل وإيران

شهدت حركة الملاحة العالمية صباح اليوم تحوّلاً استراتيجياً لافتاً بعدما أظهرت بيانات موقع «مارين ترافيك» أنّ حاملة الطائرات الأميركية «نيميتز» غادرت بحر الصين الجنوبي متجهة غرباً صوب الشرق الأوسط، في خطوة تعكس تصاعد التوتّر الإقليمي بين إسرائيل وإيران وتعيد ترتيب أولويات الانتشار البحري الأميركي في اللحظة الراهنة.

بعد أسابيع من المؤشرات التي كانت ترجّح قيام «نيميتز» بزيارة مجدولة إلى ميناء دانانغ الفيتنامي في 20 يونيو، تأكد رسمياً إلغاء الرسو قبل أيام قليلة من الموعد المقرّر، إذ أفاد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى بأن السفارة الأميركية في هانوي أبلغته بإلغاء الزيارة «لأسباب عملياتية طارئة». وبحسب البيانات الفورية لرصد السفن، غادرت الحاملة ومجموعتها القتالية نطاق بحر الصين الجنوبي عند الساعة 06:15 بالتوقيت المحلي لتواصل سيرها غرباً عبر مضيق ملقا، مرجّحةً الوصول إلى مسرح العمليات في الشرق الأوسط خلال أقل من عشرة أيام.

يُشار إلى أنّ «نيميتز» تُعدّ إحدى أقدم حاملات الطائرات العاملة في الأسطول الأميركي، وترافقها عادةً مجموعة ضاربة من المدمرات والطرادات التي توفّر قدرات دفاع جوي وصاروخي متقدمة، فضلاً عن سرب متكامل من مقاتلات «إف/إيه-18» وطائرات الإنذار المبكر «إي-2 دي». وتأتي إعادة توجيهها في وقت تشهد فيه المنطقة تأهّباً عسكرياً واضحاً بعد سلسلة تصريحات متبادلة بين تل أبيب وطهران، ما يُنذر بإمكان انزلاق الموقف نحو مواجهة أوسع إذا ما تطوّرت الاستفزازات الحالية.

تاريخياً، تلجأ وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى إعادة نشر حاملات الطائرات كرسالة ردع سياسية وعسكرية على حدّ سواء. وفي ظلّ غموض الموقف الرسمي حتى الآن، تشير مصادر البحرية الأميركية إلى أنّ «نيميتز» قد تُكلَّف بمهام تتعلق بتأمين خطوط الملاحة في مضيق هرمز أو تقديم دعم جوي لقوات التحالف في حال احتدام الأزمة.

في المقابل، امتنعت السفارة الأميركية في هانوي عن التعليق على أسباب الإلغاء أو مسار الحاملة الجديد، فيما اكتفت وزارة الخارجية الفيتنامية بالتأكيد أنّ الاتصالات «لا تزال قائمة» مع الجانب الأميركي لترتيب زيارات مستقبلية.

من جانب آخر، تتابع أسواق النفط العالمية التطور باهتمام بالغ، إذ عادةً ما تؤدي أي مؤشرات على اضطرابات محتملة في الخليج العربي إلى تقلبات سريعة في الأسعار وحالة من التحسب لدى شركات النقل البحري.

قال خالد العامري، مدير وحدة الدراسات الدفاعية لدى «مركز رؤى الملاحة الاستراتيجي»: «تحويل مسار حاملة بحجم ‟نيميتز” ليس قراراً روتينياً، بل رسالة ردع ذات أبعاد متعددة، خصوصاً وأنّ مجموعة الحاملة تستطيع فرض منطقة حظر جوي بحكم الأمر الواقع على مدى مئات الكيلومترات حولها».

وأضافت الدكتورة ريم عطية، أستاذة الأمن الدولي في جامعة بيروت: «في الحسابات الجيوسياسية، لا يُنظر إلى الحاملة كمجرد قطعة بحرية؛ إنما كمنصة قوة جوية متنقلة قادرة على تغيير قواعد اللعبة في أي مواجهة إقليمية».

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى