أكثر من 106 آلاف يغادرون كندا نهائيًا عام 2024 لأسباب اقتصادية

أظهرت بيانات رسمية حديثة تصاعد معدل الهجرة العكسية من كندا خلال عام 2024، حيث غادر البلاد بشكل دائم 106134 شخصًا وهو الرقم الأعلى منذ عام 1967 ما يشير إلى تزايد الضغوط المعيشية والاقتصادية التي تواجه المقيمين الجدد وتؤثر على قدرتهم على الاستقرار
سجل سوق العمل الكندي تراجعًا واضحًا في قدرته على استيعاب الوافدين الجدد إذ بلغ عدد العاطلين عن العمل 1.6 مليون شخص في مايو 2025 بزيادة تقارب 14% مقارنة بالعام السابق بينما ارتفعت نسبة البطالة إلى 7% وهو أعلى معدل لها منذ نحو تسع سنوات باستثناء فترة جائحة كورونا
انخفضت فرص التوظيف بشكل ملموس خلال العام ذاته حيث كشفت إحصاءات التوظيف عن تراجع إعلانات الوظائف بنسبة 22% الأمر الذي زاد من صعوبة اندماج القادمين الجدد في سوق العمل الكندي خاصة في ظل متطلبات مشددة مثل شرط “الخبرة الكندية” وشبكات العلاقات المهنية المحلية
أشارت تقارير محلية إلى أن ما يقارب 70% من أصحاب الأعمال في كندا يشترطون توفر خبرة محلية لدى المتقدمين للوظائف كما أن 35% من المهاجرين الجدد لا يمتلكون شهادات تعليمية معترفًا بها داخل البلاد بينما يفتقر نحو 52% منهم لإجادة اللغتين الرسميتين الإنجليزية أو الفرنسية وهو ما يشكل عقبة رئيسية أمام الحصول على عمل مناسب
صنفت مقاطعة أونتاريو كأكثر المناطق تأثرًا بهذه الظاهرة إذ تم تسجيل 48% من إجمالي حالات المغادرة فيها خلال عام 2024 ما يعكس مستوى الضغوط الاقتصادية والارتفاع الكبير في تكاليف المعيشة داخل المقاطعة مقارنة بباقي الأقاليم الكندية
أكدت تقارير التوطين والاندماج أن الوافدين الجدد يواجهون تحديات إضافية تتمثل في صعوبة معادلة المؤهلات الأكاديمية الأجنبية وضعف الوصول إلى برامج التدريب والدعم المهني بالإضافة إلى اختلاف العادات الثقافية الذي يؤدي أحيانًا إلى ضعف التفاعل المجتمعي والعزلة الاجتماعية
دعت توصيات تنموية إلى ضرورة تدخل الحكومة عبر توسيع برامج التوطين وتسهيل تقييم الشهادات الأجنبية وتعزيز برامج دعم اللغة والعمل المؤقت لتسهيل اندماج المهاجرين الجدد واستيعابهم في سوق العمل وضمان استفادة الاقتصاد من مؤهلاتهم
توقعت تحليلات اقتصادية استمرار موجة الهجرة العكسية ما لم تُعالج التحديات البنيوية التي تعيق الاستقرار في البلاد خاصة في ما يتعلق بالغلاء المعيشي وصعوبة توفير فرص عمل تتناسب مع مؤهلات الوافدين واحتياجاتهم المعيشية