تركيا تعرض وساطة فورية لإنهاء الاشتباك بين إسرائيل وإيران واستئناف المفاوضات النووية

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد تركيا للقيام بدور تسهيلي فوري لإنهاء الاشتباك القائم بين إسرائيل وإيران واستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان.
شهد الاتصال، الذي جرى اليوم الاثنين، مناقشة تطورات التوتر الأخير بين تل أبيب وطهران، إضافة إلى جملة من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأكد الرئيس أردوغان أن أنقرة تضع الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين في صدارة أولويات سياستها الخارجية، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة الحوار دون شروط مسبقة.
تأتي هذه المبادرة في إطار الدبلوماسية النشطة التي تقودها تركيا للحد من التصعيد في المنطقة، والتي تشتمل على اتصالات مكثفة مع العواصم المعنية والجهات الدولية الفاعلة. وتعتزم أنقرة، بحسب البيان الصادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، مواصلة جهودها للتنسيق مع الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان بيئة تفاوضية بنّاءة وشفافة.
وتنطوي المقاربة التركية المقترحة على:
- وقف فوري ومتزامن لأي عمليات عسكرية أو استفزازات متبادلة.
- إطلاق مسار حوار إقليمي تشارك فيه الدول المعنية والوسطاء الدوليون.
- إعادة تفعيل مباحثات خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) وفق جدول زمني متفق عليه.
- وضع آلية متابعة لضمان تنفيذ التفاهمات برعاية أممية وتركية مشتركة.
وفي ضوء تزايد المخاوف من اتساع رقعة الصراع، تؤكد أنقرة أن دورها التيسيري يستند إلى سجلها الطويل في جمع الخصوم إلى طاولات المفاوضات، وآخرها الوساطة بين روسيا وأوكرانيا حول اتفاقية تصدير الحبوب في البحر الأسود.
“نحن على أتم الاستعداد لتسهيل أي مسعى يحقن الدماء ويعيد الأطراف إلى المسار الدبلوماسي”، جاء في البيان. وأضافت دائرة الاتصال أن أنقرة ستواصل اتصالاتها المكثفة مع كل من واشنطن، موسكو، بروكسل وبكين لضمان دعم دولي واسع للمبادرة التركية.
قال الرئيس رجب طيب أردوغان: “لا يمكن للمنطقة تحمل صراع جديد؛ واجبنا الأخلاقي والسياسي أن نوفر كل السبل لوقف التوتر وإحياء المسار الدبلوماسي. تركيا ستبقى صوت العقل والجسر الذي يربط الشرق بالغرب”.
من جانبه، ثمّن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وفق البيان، المقترحات التركية، مؤكداً انفتاح طهران على أي جهد صادق يضمن حقوقها المشروعة ويصون أمن واستقرار المنطقة.
وصرح بأنه أجرى سلسلة اتصالات مع قادة عدد من الدول لبحث سبل إنهاء الاشتباك الدائر بين إسرائيل وإيران منذ 4 أيام.
وفجر الجمعة بدأت إسرائيل بدعم أمريكي، هجوما واسعا على إيران، بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا.
ومساء ذات اليوم، بدأت إيران الرد بهجمات صاروخية بالستية وطائرات مسيّرة، بلغ عدد موجاتها 11، وخلفت أيضا أضرار مادية كبيرة.
وتعتبر تل أبيب وطهران بعضهما البعض العدو الألد، ويعد عدوان إسرائيل الراهن على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا من “حرب الظل”، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.