ترجماتحوارات وتصريحات

بيرني ساندرز يروي حوارًا خاصًا مع الملك تشارلز عن الإسلام: الدين ليس تهديدًا للغرب بل شريكًا في بناء السلام

قال السيناتور الأميركي بيرني ساندرز، في كلمة مطوّلة تَحدّث فيها عن حوار جمعه بالعاهل البريطاني الملك تشارلز، إن العالم “في أمسّ الحاجة إلى الفهم”، مشددًا على أن الإسلام “ليس عدوًا للغرب”، بل يحمل قيمًا إنسانية مشتركة من عدالة ورحمة وتواضع واحترام للطبيعة والبيئة.

وأكد ساندرز أن تشويه صورة الإسلام في الغرب جاء نتيجة “عقود من التلاعب الإعلامي”، داعيًا إلى إعادة اكتشاف الإسلام بالصداقة لا بالخوف، وإلى بناء الجسور بدل الجدران، وأن يتعامل الغرب مع العالم الإسلامي بوصفه “شريكًا يجب التفاعل معه، لا مشكلة تحتاج إلى حل”.

العالم في أمسّ الحاجة إلى الفهم

“لقد بنينا جدرانًا بدلًا من جسور، وشكوكًا بدلًا من احترام”، قال ساندرز وهو يصف واقع البشرية اليوم.
وأشار إلى أن كثيرين في الغرب ما زالوا يسيئون فهم الإسلام، معتبرين أنه مرادف للصراع والتطرف، في حين أنه في جوهره دين للعدالة والرحمة والإنصاف.

وأوضح أن الكلمة العربية “أمة” لا تعني فقط دولة أو جماعة، بل مجتمعًا يقوم على الرعاية والمسؤولية الأخلاقية المشتركة، لا على العرق أو الثروة.

اقتباس من الملك تشارلز

روى ساندرز أنه تحدث مع الملك تشارلز الذي قال له:

“لقد مشيت في مساجد القاهرة وإسطنبول ولاهور، وسمعت صدى الأذان يتردد في الليل، وهناك فهمت أن الإيمان لا يتعلق بالسيطرة، بل بالاستسلام… الاستسلام لله، وللسلام، وللتواضع.”

وأضاف ساندرز: “في الإسلام، التواضع قوة، والاستسلام لله يعني مواءمة الإرادة مع العدل والرحمة.”

قيم الإسلام والعدالة الإنسانية

قال ساندرز إن القرآن لا يدعو إلى الخوف أو العدوان، بل إلى الجمال والعقل والنظام والإصرار على العمل من أجل العدالة، حتى لو كان ضد النفس.
وأشار إلى خطبة الوداع للنبي محمد ﷺ التي تضم مبادئ المساواة والكرامة الإنسانية واحترام المرأة والعدالة الاجتماعية.

وأكد أن المبادئ التي يُعلّمها الإسلام، كالرحمة والإحسان والسعي الفكري، هي نفسها القيم التي تدّعي الحضارة الغربية الدفاع عنها.

الإسلام واحترام الطبيعة

لفت ساندرز إلى أن الإسلام سبق العالم الحديث في فهم القيم البيئية، مشيرًا إلى حديث الملك تشارلز عن الأخلاق البيئية في الإسلام، وكيف يُعلّم القرآن احترام التوازن الطبيعي.

“الإيمان الذي عمره 1400 عام يذكّرنا بأن الأرض أمانة وليست ملكًا. وأننا مؤتمنون عليها لا متملكون لها”، قال ساندرز، مؤكدًا أن تدمير البيئة هو فشل أخلاقي قبل أن يكون سياسيًا أو علميًا.

الإسلام ليس مشكلة… بل شريك

واستشهد ساندرز بكلمة سابقة للملك تشارلز في جامعة أكسفورد قال فيها:

“العالم الإسلامي ليس مشكلةً تحتاج إلى حل، بل شريكٌ يجب التفاعل معه.”

ورأى ساندرز أن السلام لا يمكن أن يأتي من الهيمنة، بل من التعاون والتواضع.
وقال: “رأيت في عيون المسلمين في الغرب نفس أحلام الكرامة والاستقرار التي يحملها كل إنسان.”

إعادة اكتشاف الإسلام

أضاف ساندرز:

“عندما أنظر إلى قباب المساجد الذهبية لا أرى تهديدًا، بل أرى التاريخ والحضارة التي وهبتنا الطب والفلك والفلسفة.”

وشدد على أن الإسلام لم يكن عدوًا للتقدم، بل كان تقدمًا في ذاته، محذرًا من استبدال الفضول بالخوف، وداعيًا الغرب إلى الإنصات لا الاتهام.

حوار إنساني بين ملك واشتراكي

أوضح ساندرز أن حواره مع الملك تشارلز لم يكن حوارًا لاهوتيًا بل إنسانيًا.
وقال: “لم نجتمع كسياسي وملك، بل كإنسانين يبحثان عن الحقيقة.”

“الإسلام ليس عدوًا للغرب، بل مرآة تعكس نفس المبادئ الخالدة التي ندّعي جميعًا تقديرها: الرحمة، التواضع، العدالة.”

التواضع… بداية الحكمة

أكد ساندرز أن التواضع في الإسلام ليس ضعفًا بل قوة روحية وأخلاقية، وأن نداء الأذان “الله أكبر” يذكّرنا بأن الله أعظم من السياسة والجشع والغرور.
وقال: “ربما لا تكون مسلمًا، لكنك تحتاج إلى هذا المبدأ، لأن الغطرسة تدمر العالم.”

الإسلام والنهضة الإنسانية

أشار ساندرز إلى أن النهضة الأوروبية لم تكن ممكنة دون إسهامات الحضارة الإسلامية.

“في مكتبات بغداد وقرطبة ودمشق، تُرجمت علوم أرسطو وحُفظت فلسفة أفلاطون، وأُسست المستشفيات والجامعات التي أنقذت العلم الأوروبي من العصور المظلمة.”

وقال إن العالم ينسى أسماء مثل ابن رشد والجزري والفارابي رغم أنهم ألهموا الغرب بالعلم والتوازن.

الرسالة الأخلاقية والبيئية في الإسلام

توقف ساندرز عند قول النبي ﷺ: “الأرض خضراء جميلة وقد جعلكم الله خلفاء عليها”.
وقال إن الإسلام سبق العالم في ربط الأخلاق بالبيئة، محذرًا من الجشع الذي يدمر الطبيعة ويهدد الإنسان.

“ما يُعلّمه الإسلام وما يُؤكده العلم هو أن كل شيء مترابط. تدمير الطبيعة يُدمّر النفس.”

القيادة الأخلاقية والشجاعة في قول الحقيقة

روى ساندرز قصة شابة مسلمة في ميشيغان قالت له إنها تشعر بالغربة في وطنها بسبب حجابها، وقال متأثرًا:

“كيف نسمي أنفسنا متحضرين ونحن نجعل مواطنينا يشعرون بالغربة لإيمانهم بالله بشكل مختلف؟”

وأكد أن القيادة الحقيقية لا تُقاس بالتصفيق بل بقول الحقيقة، حتى لو كانت مؤلمة.

الإسلام كجسر إنساني لا كحدود

قال ساندرز إن المحادثة بينه وبين الملك تشارلز “هزّت أوروبا لأنها كانت صادقة”.
وأضاف:

“لا تنهض حضارة بكراهية ما لا تفهمه، ولا يزدهر الإيمان بالخوف، ولا يجد قلب بشري السلام بالتعصب.”

ودعا إلى تربية الأجيال القادمة على رؤية الإيمان جسرًا لا حدودًا، مؤكدًا أن المستقبل لمن ينصتون بعمق لا لمن يصرخون بأعلى صوت.

الإسلام والعدالة الإنسانية المشتركة

اختتم ساندرز خطابه بقوله:

“الإسلام في جوهره ليس عدوًا للغرب، بل هو مرآة تعكس الرحمة والتواضع والعدالة.
الحقيقة ليست غربية أو شرقية، بل إنسانية.
العدالة لا جنسية لها، والرحمة تتحدث كل اللغات.”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى