مبادرة «الفرصة الأخيرة»: إدارة ترمب تُحضّر عرضاً نووياً مُحسَّناً لإيران وسط تصاعُد المواجهة الإقليمية

أفادت مصادر أميركية وأوروبية رفيعة بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعتزم طرح مقترح أخير ومُطوَّر أمام إيران لوقف أنشطتها النووية، في وقت يتزايد فيه الضغط العسكري والسياسي نتيجة الحرب المستعرة مع إسرائيل وما خلّفته من ضحايا ومصابين.
يأتي المقترح الجديد بعد أقل من أسبوعين على عرض سابق قُدِّم لطهران، ويُرجَّح أن يتضمن حوافز إضافية مع المحافظة على المبدأ الأميركي الراسخ القاضي بـ «صفر تخصيب لليورانيوم» داخل الأراضي الإيرانية.
من جانبها، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن طهران أرسلت «إشارات عاجلة» عبر وسطاء عرب إلى كل من واشنطن وتل أبيب، تُبدي فيها رغبتها في «إنهاء الأعمال العدائية» واستئناف المفاوضات حول ملفها النووي، ما يُعَدّ تطوراً لافتاً في خضم الصراع الدائر.
تفاصيل المبادرة:
• تشمل تخفيفاً مرحلياً للعقوبات الاقتصادية مقابل وقف كامل للتخصيب ونقل المخزون الحالي من اليورانيوم المُخصَّب إلى دولة ثالثة.
• تقدم ضمانات أمنية أميركية بعدم السعي إلى تغيير النظام في طهران مقابل التزام إيراني صارم بعمليات تفتيش دولية غير مشروطة.
• تتعهد الولايات المتحدة بإعادة دمج إيران تدريجياً في النظام المالي العالمي إذا امتثلت لكامل بنود الاتفاق خلال 12 شهراً.
الجداول الزمنية والآفاق المحتملة:
– سيُسلَّم العرض رسمياً إلى الحكومة الإيرانية خلال الأيام القليلة المقبلة عن طريق إحدى الدول الخليجية الحليفة لواشنطن.
– في حال القبول المبدئي، يُتوقع عقد جولة محادثات تقنية في فيينا تحت رعاية الاتحاد الأوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
– أما في حال الرفض، فتعتزم واشنطن الدفع نحو حزمة عقوبات أممية أشد صرامة مع خيار «جميع البدائل على الطاولة» للإبقاء على الضغط الأقصى.
تعقيدات المشهد الإقليمي:
جاء التحرك الأميركي بينما تتواصل المواجهة العسكرية بين إسرائيل وفصائل مدعومة من إيران، الأمر الذي يفاقم المخاوف من توسع النزاع إلى ساحات أخرى في المنطقة. ويرى مراقبون أن المبادرة قد تُشكّل نافذة نادرة لتخفيف حدة التصعيد إذا ما اقترنت بتنازلات متبادلة ووساطة دولية فعّالة.
قال أليكس غرين، كبير محللي شؤون الشرق الأوسط في شركة غلوبال إنسايتس لاستشارات المخاطر السياسية: «يُدرك البيت الأبيض أن الوقت يضيق، وأن أي انهيار إضافي في الوضع الأمني قد يُفجِّر سباق تسلّح نووي في الشرق الأوسط. من هنا، يتم تقديم عرض أكثر سخاءً مع الحفاظ على الخطوط الحُمر الأميركية».
وأضافت الدكتورة ليلى الزيات، خبيرة منع الانتشار النووي في المعهد الأوروبي للأمن: «إرسال إيران إشارات تهدئة متزامنة مع تلقيها عرضاً محسَّناً يفتح الباب أمام اختراق دبلوماسي حقيقي، لكن نجاحه يبقى رهناً بمدى استعداد طهران لتنازلات جوهرية حول التخصيب والتفتيش».