6 سنوات على رحيل أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر الرئيس محمد مرسي..ماذا تعرف عنه؟

تمر اليوم الذكرى السادسة لوفاة الرئيس المصري الأسبق الدكتور محمد مرسي داخل قاعة محكمة مصرية أثناء محاكمة وصفها مراقبون وحقوقيون أنها كانت تفتقد لأدنى دراجات التقاضي العادل، في مشهد هزّ الضمير الإنساني، وأعاد إلى الواجهة واحدة من أكثر المحطات السوداء في تاريخ مصر الحديث.
شغل محمد مرسي، وهو من مواليد محافظة الشرقية عام 1951، عضوية مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، كما كان الناطق باسم الكتلة البرلمانية للجماعة بين عامي 2000 و2005، قبل أن يجري اعتقاله في عام 2006، ثم وضع بعد ذلك قيد الإقامة الجبرية.
أثناء أحداث ثورة 25 يناير، أعادت أجهزة الأمن القبض على مرسي وعدد آخر من قيادات الجماعة، ولكنهم خرجوا بعد أيام، إثر قيام مسلحين باقتحام عدد من السجون التي كانوا يتواجدون بها، خلال نفس الأحداث، وهي القضية التي تمت محاكمتهم بشأنها.

جاء الرئيس محمد مرسى إلى الحكم في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، كأول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا في البلاد، لم يُمهل طويلًا، حيث أُطيح به بعد عامٍ واحد من وصوله إلى الحكم.
الانتخابات الرئاسية
تقدم مرسي على جميع منافسيه في الجولة الأولى، ليخوض جولة إعادة أمام أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في نظام مبارك، وأعلنت لجنة الانتخابات فوز مرشح جماعة الإخوان، وأدى مرسي اليمين الدستورية رئيساً لمصر في 30 يونيو/ حزيران 2012.
بعد عام تقريباً، وتحديداً في الثالث من يوليو/ تموز 2013، جرى “عزل” مرسي من منصبه، إثر مظاهرات عارمة، دعمها الجيش، الذي وصل قائده، عبدالفتاح السيسي، بعد ذلك إلى سدة الحكم.
عقب الانقلاب، تعرض مرسي للاعتقال في ظروف غير إنسانية، عُزل عن العالم الخارجي بالكامل، ومنع من التواصل مع أسرته أو محاميه لأشهر طويلة. وُضع في زنزانة انفرادية في سجن طره سيئ السمعة، وتعرض لمحاكمات وصفتها منظمات حقوقية بأنها “مسيسة وغير عادلة”، وسط صمت دولي مريب.
إهمال طبي وقتل متعمد
خلال سنوات اعتقاله الست، حُرم مرسي من حقه في العلاج رغم إصابته بعدة أمراض مزمنة، بينها السكري وارتفاع ضغط الدم. وأكدت تقارير خبراء من الأمم المتحدة أن ظروف اعتقاله كانت “تعسفية وغير قانونية”، وأن الإهمال الطبي الممنهج “قد يرقى إلى جريمة قتل تعسفي من قبل الدولة”.

في يوم وفاته، انهار الرئيس مرسي داخل قاعة المحكمة، دون أن يُسمح بنقله إلى المستشفى أو إنقاذه، مما أدى إلى وفاته على الفور، وسط ذهول العالم وسخط المنظمات الحقوقية.
تورّط إقليمي في إسقاطه
الانقلاب العسكري الذي أطاح بمرسي جاء في إطار مشروع إقليمي تقوده أبوظبي والرياض لمواجهة موجة “الربيع العربي” ومحاصرة أي تجربة ديمقراطية قد تلهم الشعوب، وهو ما أكدته وثائق استخباراتية وشهادات مسؤولين غربيين.
وقد لعب الإعلام الممول خليجيًا دورًا مركزيًا في شيطنة حكم مرسي وتبرير الانقلاب عليه، في حين تم ضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد المصري لدعم سلطة ما بعد الانقلاب، وشراء شرعية زائفة للنظام العسكري الجديد.
رغم كل محاولات التشويه، لا تزال ذكرى محمد مرسي حاضرة في قلوب الملايين، كرمزٍ للنزاهة والصمود والشرعية الدستورية. لم يساوم على مبادئه، ورفض الاعتراف بشرعية الانقلاب حتى لحظاته الأخيرة، وقال عبارته الشهيرة:
“أنا الرئيس الشرعي للبلاد، وسأظل كذلك حتى آخر نفس في حياتي.”
في ذكراه السادسة، تتجدد المطالب بفتح تحقيق دولي مستقل في ظروف وفاته، ومحاكمة المتورطين في اعتقاله وتعذيبه وقتله البطيء، مع التأكيد على أن العدالة لا تسقط بالتقادم، وأن صوت الشعوب لا يُخرَس بالدبابات.