انتخابات بابا الفاتيكان تتحول إلى ساحة صراع سياسي بين الغرب والولايات المتحدة

تتحول انتخابات البابا الجديد في الفاتيكان إلى حدث سياسي يثير العديد من النقاشات العالمية وتحديداً في أوروبا والولايات المتحدة.
يعكس التصعيد في المناقشات السياسية حول الشخصية المقبلة التي ستترأس الكنيسة الكاثوليكية، الصراع بين التيارات السياسية الغربية، حيث يسعى كل طرف لتوجيه العملية بما يتوافق مع مصالحه السياسية.
تتوالى التحليلات حول سعي بعض الشخصيات السياسية الغربية للنفوذ على انتخابات البابا المقبل. من جانبها، تسعى فرنسا لتوجيه هذا الحدث لصالحها بعد محاولات من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتأثير على مجريات التصويت.
وقد ارتبط هذا الاهتمام بلقاءات مع ممثلي حركة سانت إيجيديو الكاثوليكية، التي تروج لترشيح الكاردينال الإيطالي ماتيو تسوبي، الذي يحمل مواقف تختلف عن سياسات رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني.
على الجانب الآخر، تحاول الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، الحصول على نتائج تخدم تطلعاتها.
فقد أشار البعض إلى أن ترامب يحاول تعزيز توجهات أكثر محافظة في الكنيسة، حيث يروج لمرشحين على صلة وثيقة بأيديولوجيات يمينية مثل الكاردينال الأميركي ريموند بيرك والكاردينال المجري بيتر إيردي.
تبدو الانتخابات البابوية الآن ساحة صراع سياسي، كما أشار عدد من المحللين السياسيين. يرى الباحث مالك دوداكوف أن تعيين بابا الفاتيكان لا يُعتبر حدثاً دينياً بحتاً بل هو حدث سياسي بامتياز، مما يعكس تحوّل دور البابا في السياسة العالمية بشكل غير مسبوق.
على الرغم من أن الكنيسة كانت طوال العقود الماضية بعيدة عن السياسة الأميركية، إلا أن الانتخابات الحالية تشير إلى تدخل واضح من القادة الغربيين.
تعود أهمية هذه الانتخابات إلى دور الفاتيكان الكبير في التأثير على الرأي العام العالمي والتوجهات الدينية والاجتماعية.
فقد أكد الخبراء أن مثل هذا الاهتمام البالغ من قادة العالم في الانتخابات البابوية لم يكن له مثيل منذ القرن الـ 19.
مع دخول معسكرين مختلفين في هذا الصراع: المحافظين من جهة، والنيوليبراليين من جهة أخرى، يظل مستقبل الفاتيكان على المحك، مع التأكيد على أن اختيارات البابا المستقبلية قد تؤثر بشكل جوهري في مجريات الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأخرى.