العالم العربي

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف مواقع نووية إيرانية في بوشهر وأصفهان ونطنز ويؤكد استمرار العمليات

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم عن تنفيذه ضرباتٍ جوية استهدفت منشآتٍ نووية إيرانية في كلٍّ من بوشهر وأصفهان ونطنز، كاشفًا عن استمرار عملياته لضرب مواقع إضافية تعتبرها تل أبيب تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

مع الساعات الأولى من فجر اليوم، شنت قوات الجو الإسرائيلي سلسلة غاراتٍ دقيقة طالت ثلاث منشآتٍ رئيسية مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني. ووفق ما أفاد به المتحدث باسم الجيش، فقد تمّ “تدمير أو إلحاق أضرار جسيمة بمرافق حيوية تستخدم في تخصيب اليورانيوم وتطوير تقنياتٍ نووية متقدمة”.

أكّد الجيش أنّ العملية جرت استنادًا إلى معلوماتٍ استخباراتية “موثوقة”، مفيدًا بأن وحدات الاستطلاع لا تزال تراقب عن كثب أي تحركاتٍ لإعادة تشغيل هذه المواقع، بينما تتهيأ وحداتٌ إضافية “لضرب أهدافٍ أخرى فور توفر الظروف الميدانية الملائمة”.

ويأتي هذا التصعيد في ظل تعقيدات إقليمية متزايدة ومخاوف دولية من احتمالات اتساع رقعة المواجهة، خاصةً مع إصرار طهران على المضي قدمًا في تطوير قدراتها النووية، وما تمثله هذه القدرات من “خطرٍ استراتيجي” بحسب الرؤية الإسرائيلية.

ردود الفعل الدولية تُراقَب عن كثب، حيث دعت عواصم كبرى إلى ضبط النفس والحيلولة دون انزلاق المنطقة إلى مواجهةٍ مفتوحة قد تهدد إمدادات الطاقة العالمية وتفاقم الأزمات القائمة. في المقابل، لم يصدر حتى الآن رد رسمي من الجانب الإيراني، فيما تناقلت وسائل إعلام إيرانية تقارير عن “خسائر محدودة” وتعهدت بالرد “في التوقيت والمكان المناسبين”.

منظمات دولية معنية بمراقبة الانتشار النووي أعربت عن قلقها من “تداعياتٍ تطال سلامة المنشآت النووية وسكان المناطق المجاورة”، مطالِبةً بالسماح الفوري لفِرق التفتيش بتقييم الأضرار ومنع أي تسرب محتمل للمواد المشعة.

من جانبه، شدّد الجيش الإسرائيلي على أنّ كافة العمليات أُجريت “مع أخذ الاعتبارات البيئية والإنسانية في الحسبان”، مؤكدًا أن “الضربات استهدفت بنيةً تحتية نووية حصريًا مع الحرص على تجنب وقوع إصابات بين المدنيين بقدر الإمكان”.

“لن نسمح لإيران بامتلاك سلاحٍ نووي يمس وجودنا” تردّد في الدوائر الأمنية الإسرائيلية، فيما تبقى المنطقة على صفيحٍ ساخن بانتظار خطواتٍ مقبلة قد تعيد رسم خريطة الاصطفافات الإقليمية.

“نحن مستعدون لكل السيناريوهات”، تقول مصادر عسكرية، بينما تستمر قوات الدفاع في “تعزيز جهوزيتها” تحسبًا لرد فعلٍ إيراني قد يشمل هجماتٍ صاروخية أو عبر أذرع طهران الإقليمية.

التحليلات الأولية تشير إلى أنّ هذا الهجوم قد يدفع المجتمع الدولي لتكثيف الجهود الدبلوماسية بغية احتواء الأزمة وإعادة إطلاق مسار تفاوضي يضمن عدم انزلاق الشرق الأوسط إلى حربٍ شاملة.

“لقد دخلنا مرحلةً جديدة تتطلب من الجميع مسؤوليةً مضاعفة”، على حد تعبير محللين عسكريين، وسط خشيةٍ من أن يؤدي أي خطأ حسابي إلى مواجهةٍ واسعة النطاق تتجاوز حدود البلدين.

“هذا العمل الدفاعي يستند إلى حقنا غير القابل للنقاش في حماية مواطنينا من تهديد نووي وشيك. سنواصل ضرب أي قدراتٍ تعرّض أمن إسرائيل للخطر، مع الالتزام بالقانون الدولي وتقليل الأضرار الجانبية إلى أدنى حد”. — المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي

“الرسالة واضحة: البرنامج النووي الإيراني لن يُترك دون رقابة، وعلى طهران أن تدرك نفاد صبر المجتمع الدولي تجاه أي محاولةٍ لبلوغ العتبة النووية”. — مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى