تقرير حديث يكشف إقرار ترامب سرّاً خطة تدخل عسكري أمريكي محتمل ضد إيران

أعلن مركز الشرق للأبحاث الاستراتيجية اليوم عن نتائج تحليل استخباراتي جديد يشير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وافق بشكل غير معلن على استعدادات عسكرية أميركية لاستهداف منشآت نووية إيرانية، في مقدّمتها منشأة فوردو تحت الأرض، وذلك في أعقاب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران.
يستند التقرير إلى معلومات نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال ونُقلت عن مصادر رفيعة المستوى حضرت اجتماعاً عُقد في غرفة العمليات بالبيت الأبيض ليل 17 يونيو/حزيران الجاري. وبحسب المصادر، أعطى ترامب “الضوء الأخضر” لوضع خطط تفصيلية للتدخل، لكنه علّق إصدار أمر التنفيذ ريثما تتضح نيات طهران حيال برنامجها النووي.
ويتضمّن الملخص التنفيذي للتقرير النقاط الرئيسة الآتية: • الهدف الأول المحتمل هو منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم.
• وزارة الدفاع الأميركية أتمّت مراجعة الخيارات العملياتية خلال الـ72 ساعة الماضية.
• البيت الأبيض ربط قرار الهجوم النهائي بإشارات ملموسة من طهران حول تعليق تخصيب اليورانيوم عالي النقاوة.
• الإدارة الأميركية تشترط أيضاً عدم توسّع رقعة الاشتباك الإسرائيلي-الإيراني لضمان حصر الضربة في إطار “عملية محدودة”.
كما يلفت التقرير إلى أن تصريحات ترامب في المكتب البيضاوي، التي أكد فيها أنه “لم يتخذ قراراً نهائياً ولا يريد التورّط في صراع مفتوح بالشرق الأوسط”، تتقاطع مع استراتيجية الضغط الأقصى التي تبقي الخيار العسكري مطروحاً بدون التزام علني.
يأتي هذا الكشف في وقت تتزايد فيه التوترات الإقليمية، إذ تسعى عدة عواصم عربية وأوروبية إلى احتواء الموقف عبر قنوات دبلوماسية عاجلة، بينما تراقب أسواق النفط أي تحرّك عسكري قد يرفع الأسعار إلى مستويات قياسية.
ويحذّر مركز الشرق للأبحاث الاستراتيجية من أن أي ضربة محدودة قد تؤدي إلى ردود فعل إيرانية تشمل إغلاق مضيق هرمز أو استهداف مصالح أميركية في المنطقة، ما يستدعي تنسيقاً وثيقاً بين واشنطن وحلفائها لتفادي انزلاق أوسع.
قالت الدكتورة ليلى الصفدي، كبيرة الباحثين في المركز: “المعطيات تشير إلى سياسة حافة الهاوية؛ فالبيت الأبيض يُلوّح بالخيار العسكري للضغط على طهران، لكنه يترك باب التراجع مفتوحاً أمامها”.
وأضاف الخبير العسكري العميد المتقاعد سامر حنّا: “تأجيل الأمر التنفيذي يمنح البنتاغون وقتاً لإعادة تموضع القوات، ويمنح الدبلوماسية نافذة قصيرة جداً قبل أن تدق ساعة الصفر”.
وفي ختام التقرير، يدعو مركز الشرق للأبحاث الاستراتيجية الحكومات الإقليمية إلى تعزيز قنوات التواصل المباشر مع واشنطن وطهران على السواء للحؤول دون تصعيد قد يزعزع الأمن والاستقرار العالميين.
ومنذ فجر 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشن إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران يشمل قصف منشآت نووية، وقواعد صواريخ، واغتيال قادة عسكريين، وعلماء نوويين، ما أسفر عن 224 قتيلا و1277 جريحا، فيما ترد طهران بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة، خلفت نحو 24 قتيلا ومئات المصابين.
وتلوح في الأفق مخاطر توسيع الصراع مع تقارير غربية وعبرية عن إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في عدوانها على إيران، بالتزامن مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا خلالها طهران إلى الاستسلام دون أي شروط، ولوح بإمكانية استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي.