شباك نورمقالات وآراء

د. أيمن نور يكتب عن مرارة الفقد في المنفى: “الغربة تقتل الذاكرة لا الأحبّة”

كتب الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، تدوينة مؤثرة عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر فيها عن مشاعر الأسى والحنين لصديق قديم، زاره وجهه في صورة عابرة عبر مقطع فيديو، دون لقاء أو تواصل، وكأن الزمن أراد أن يعيد حضوره لا ليصافحه بل ليؤلمه.

وقال نور في كلماته المؤثرة: “يبلغ الأسى مداه، حين يزورك وجهٌ من عمق القلب، ورحيق الذاكرة، يعبر مدينتك عابرًا كحلم قديم، فلا تعرف بقدومه إلا من صورة بلا رسالة، بلا ظلّ، كأن الزمن قرر أن يعيده إليك… لا ليصافحك أو يسأل عنك، بل ليؤلمك.”

وفي حديثه عن سنوات الصداقة الطويلة التي امتدت لأربعة عقود، أكد نور أن السياسة، والمعتقلات، والثورة، وتقلبات الزمن، لم تفلح في تفريقهما، بل ظل الوفاء والمودة رابطًا لا يُشترى ولا يُباع. إلا أن المنفى، كما وصفه، “الوحش الأنيق”، استطاع أن يسرق دفاتر القلب ويمحو سطور الذكريات التي كُتبت بالدمع والود.

وأضاف: “الغربة لا تقتل الأحبّة… لكنها تقتل قدرتهم على التذكّر، وتجعل اللقاء بلا معنى، والحنين بلا عنوان، والوفاء بلا شاهد.”

واختتم نور تدوينته بنبرة من الحزن والأسف على فقد أصدقاء الزمن الجميل لا بسبب خيانة أو خصام، بل لأن الزمن خذل الحنين، والحنين خذل الجرأة، في منفى لا يحتمل دفء السؤال.

كان نص التدوينة كالتالي

يبلغ الأسىف مداه، حين يزورك وجهٌ من عمق القلب، ورحيق الذاكره، يعبر مدينتك عابرًا كحلمٍ قديم، فلا تعرف بقدومه إلا من صورة، في مقطع فيديو، بلا رسالة، بلا ظلّ، كأن الزمن قرر أن يُعيده إليك… لا ليصافحك،او يسأل عنك، بل ليؤلمك.

لم تُفلح السياسة في تفريقنا، ولا فعلت ذلك المعتقلات ،ولا الثوره، ولا تقلبات المواقف في زمنٍ كان يُفترض فيه أن تُبتر فيه كل صلة…

كنا أوفى من الظن، وأقوى من الخلاف، وأشدّ تشبثًا بما لا يُشترى ولا يُباع: المودّة.

لكن المنفى، هذا الوحش الأنيق، لا يطلق الرصاص… بل يسرق دفاتر القلب، ويمحو منها سطورًا كُتبت بالدمع والود… فيمرّ وجهٌ من زمن النقاء، والوفاء ،فلا تهتزّ المسافة، ولا تبتسم الذاكرة.

ليس في القلب انكسار، لكن فيه نُدبة اسمها الأسف… أسفٌ على صداقةٍ اربعه عقود ونيف، كانت تسبق الخطى، وتضيء العتمة، فإذا بها تنطفئ دون خصام، دون جريمة، فقط لأن المنفى قرّر أن الوقت قد حان ليفصلنا، دون أن نختلف.

الغربة لا تقتل الأحبّة… لكنها تقتل قدرتهم على التذكّر، وتجعل اللقاء بلا معنى، والحنين بلا عنوان، والوفاء بلا شاهد.

وما أكثر الأصدقاء الذين فقدناهم، لا لأننا خذلناهم، بل لأن الزمن خذل الحنين… والحنين خذل الجرأة… والجرأة صارت ترفًا في منفى لا يحتمل دفء السؤال.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى