روسيا تحذر واشنطن من تقديم مساعدات عسكرية مباشرة لإسرائيل وتعدّها قفزة نحو زعزعة الاستقرار الشامل.

في بيان رسمي نُشر اليوم بموسكو، وجّهت وزارة الخارجية الروسية تحذيراً صريحاً للولايات المتحدة من مغبة المضي في خيار تقديم دعم عسكري مباشر لإسرائيل، مؤكدة أن مثل هذه الخطوة ستعصف بالتوازن القائم في الشرق الأوسط وتفتح الباب أمام تصعيد واسع النطاق.
تشير موسكو إلى أنّ أية تحركات عسكرية إضافية في مسرح النزاع ستزيد من تعقيد الوضع الإقليمي وتعمّق فجوة انعدام الثقة بين القوى الدولية، في الوقت الذي تحتاج فيه المنطقة إلى تهدئة وضمانات أمنية جماعية لا إلى مزيد من الأسلحة.
وأضاف البيان أنّ روسيا تتابع “قلقاً بالغاً” ما يُتداول في الدوائر السياسية الأميركية من احتمال توريد أسلحة أو إرسال مستشارين عسكريين إلى إسرائيل، لافتاً إلى أن هذه الفكرة، وإن كانت لا تزال في إطار التكهنات، تحمل انعكاسات “كارثية” على السلم والاستقرار الدوليين.
وقد أوضح المتحدث باسم الوزارة أنّ موسكو ترى في أي تدخل عسكري مباشر مساساً بجهود التهدئة التي تقودها أطراف دولية وإقليمية، داعياً المجتمع الدولي إلى تغليب الدبلوماسية والحوار بدلاً من سباق التسلح.
في هذا السياق، شدّد البيان على ضرورة احترام قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، والتوقف عن تغذية بؤر التوتر بالسلاح والتقنيات العسكرية.
وجاء في نص البيان أن روسيا ستواصل العمل مع شركائها في الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية للحيلولة دون انزلاق الأوضاع إلى مواجهات أوسع، مؤكدة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي حيال أي إجراءات أحادية من شأنها إشعال المنطقة.
الوزارة دعت كذلك إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن لمناقشة تداعيات أي دعم عسكري خارجي جديد، مطالبة جميع الأطراف باحترام مبادئ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
قالت الخارجية الروسية إن الحل الوحيد القابل للاستدامة يكمن في العودة إلى المفاوضات المباشرة على أساس المرجعيات الدولية المعترف بها، والتخلي عن منطق القوة لصالح تسوية سياسية عادلة وشاملة.
وفي ختام البيان، أكدت موسكو استعدادها للعمل مع جميع الأطراف، بما فيها واشنطن، لإيجاد مخرجات دبلوماسية تمنع الانزلاق إلى مواجهات مفتوحة وتضمن أمن شعوب المنطقة.
“إننا نأمل أن تتخذ الولايات المتحدة خيار الدبلوماسية لا خيار السلاح، وأن تدرك خطورة الإقدام على أي خطوة قد تتسبب في إشعال فتيل صراع لا تحمد عقباه”، جاء في ختام البيان الروسي.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية: “هناك مسألة أخرى تتعلق بكيفية نظرتهم إلى الوضع في ما يتعلق بتقديم مساعدة عسكرية مباشرة لإسرائيل.. نحذر واشنطن من مثل هذه الخيارات، حتى وإن كانت تكهنات نظرية، فهذه ستكون خطوة من شأنها زعزعة استقرار الوضع برمته بشكل جذري”. • مسؤول رفيع في دائرة الشرق الأوسط بالوزارة: “آخر ما تحتاجه المنطقة الآن هو شحنات أسلحة إضافية؛ المطلوب هو الالتزام بالقانون الدولي وتهيئة البيئة المناسبة لاستئناف المسار السياسي”.