منظمة NetBlocks توثق انقطاعاً شبه كامل للإنترنت في إيران يتجاوز 12 ساعة

أعلنت منظمة NetBlocks المختصة بمراقبة شبكة الإنترنت العالمية عن تسجيل انقطاع شبه كامل في خدمات الإنترنت على امتداد جمهورية إيران الإسلامية، استمر لأكثر من 12 ساعة متواصلة ابتداءً من مساء الأربعاء 24 أبريل 2025، ما عطّل قدرة ملايين المستخدمين على الاتصال بالعالم الخارجي في لحظةٍ شديدة الحساسية أمنيّاً وسياسياً.
شهدت شبكات الاتصالات الثابتة والمحمولة انخفاضاً حادّاً في مستوى الاتصال وصل إلى أقل من 10% من معدلاته الطبيعية، وفق قياساتٍ لحظية اعتمدت على آلاف نقاط المراقبة الموزّعة في جميع المحافظات الإيرانية. تأتي هذه الخطوة عقب إعلان رسمي من وزارة الاتصالات الإيرانية بفرض “قيود مؤقتة” على الوصول إلى الإنترنت، بزعم حماية “أرواح المواطنين وممتلكاتهم” وسط استمرار تبادل الضربات الصاروخية بين إيران وإسرائيل.
يدقّ هذا الانقطاع ناقوس الخطر حيال تداعيات اقتصادية واجتماعية واسعة النطاق، إذ يعرقل الخدمات المصرفية الإلكترونية، ويشلّ منصات التجارة الرقمية، كما يحدّ من وصول الصحفيين والمنظمات الإنسانية إلى المعلومات الميدانية الموثوقة. ويُعدّ الانقطاع الحالي الأوسع منذ موجة الاضطرابات الجزئية التي وثّقتها NetBlocks خلال الأسبوع الماضي، والتي أظهرت نمطاً متصاعداً من تقييد حرية الوصول إلى الإنترنت مع كلّ تصعيد عسكري جديد.
تستند NetBlocks في تحليلاتها إلى منهجية قياس تعتمد على البيانات الخام لحركة المرور (Traffic) والبنى التحتية الرئيسة (Backbone)، لتحديد مستوى الاتصال بدقّة دون الاعتماد على مصادر حكومية أو مزوّدي الخدمة محلّياً، ما يضمن موضوعية النتائج وكشف الانقطاعات المقصودة في زمن شبه حقيقي. وتؤكد المنظمة أنّ الانقطاع الحالي لا يتوافق مع أعطال فنية أو كوارث طبيعية، بل يعكس قراراً مركزياً يستهدف عزل البلاد عن المشهد المعلوماتي الدولي.
وفقاً للخبراء، يفاقم حجب الإنترنت حالة القلق الشعبي ويُضعف إمكانات إدارة الأزمات، كما يعيق عمليات الإجلاء وتنظيم المساعدات في حال التصعيد العسكري. وتشير تجارب سابقة في مناطق نزاع أخرى إلى أنّ قطع الاتصالات غالباً ما يُستخدم كأداة للسيطرة على تدفق المعلومات ومنع توثيق الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان.
NetBlocks تدعو السلطات الإيرانية إلى إعادة خدمات الإنترنت فوراً والامتناع عن استخدام التدابير التقنية التي تحرم المواطنين حقهم الأساسي في الوصول إلى المعلومات والتعبير الرقمي، بما يتوافق مع التزامات إيران الدولية في مجال حقوق الإنسان.
“لطالما أثبتت الشفافية والانفتاح على المعلومات أنّها صمّام أمان للمجتمعات في أوقات الأزمات. قطع الإنترنت لا يوقف الهجمات الصاروخية، بل يعمّق الخسائر البشرية والاقتصادية.” – ألـب توكر، المدير التنفيذي لمنظمة NetBlocks.
“الاتصال الرقمي أصبح شريان حياة للمواطنين الإيرانيين وللإعلام الدولي على حدّ سواء. نحثّ الحكومة على العدول عن قرارها فوراً لتفادي مزيد من الضرر.” – سارة أميري، باحثة أولى في شؤون الحقوق الرقمية لدى NetBlocks.