نتنياهو يتوعد طهران بردٍ «مزلزل» بعد استهداف مستشفى سوروكا والبورصة الإسرائيلية

في أعقاب أعنف وابل صاروخي إيراني تشهده إسرائيل منذ اندلاع الحرب الجارية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الخميس، أن النظام الإيراني «سيدفع ثمناً باهظاً» على ما وصفه بـ«هجوم إرهابي استهدف منشآت مدنية وعسكرية على حد سواء».
الهجوم، الذي وقع فجر الخميس، شلّ الحركة في النقب ووسط البلاد، بعدما أصاب أحد الصواريخ الإيرانية مستشفى سوروكا في بئر السبع، وهو أكبر مستشفى في جنوب إسرائيل، وألحق أضراراً كبيرة بمقرّ البورصة في تل أبيب، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى.
على مدار ساعات الفجر الأولى، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية ارتفاع حصيلة الجرحى إلى 50 مصاباً، بينهم 13 حالة وصفتها هيئة الإسعاف بأنها «متوسطة إلى خطيرة». وأكّد الجيش الإسرائيلي أن الدفاعات الجوية اعترضت «غالبية الصواريخ»، إلا أنّ عدداً منها اخترق المنظومة وضرب أهدافاً حساسة.
نقلت وكالة «إرنا» الإيرانية عن مصادر عسكرية في طهران قولها إن الضربات استهدفت «مقار قيادة الجيش الإسرائيلي وموقعاً استخباراتياً رفيع المستوى»، في حين شددت الحكومة الإسرائيلية على أنّ «أهدافاً مدنية صريحة» كانت ضمن القائمة، ما يرقى إلى «جريمة حرب مكتملة الأركان».
رداً على الهجمات، عقد المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) جلسة طارئة لبحث خيارات الرد، وسط توقعات بتصعيد عسكري واسع يشمل ضربات دقيقة داخل العمق الإيراني ومنشآت الحرس الثوري. كما رفعت قيادة الجبهة الداخلية مستوى التأهّب إلى الدرجة القصوى، وفعّلت خطط الإخلاء للمستشفيات ومؤسسات البنية التحتية الحيوية.
من جهتها، دعت الأمم المتحدة وواشنطن إلى «ضبط النفس» وحذّرت من انزلاقٍ أوسع قد يشعل المنطقة بأسرها، بينما أبدت عواصم أوروبية كبرى «قلقاً بالغاً» وطالبت بوقف فوري للتصعيد المتبادل.
في السياق نفسه، أوعزت سلطة الطيران الإسرائيلية بإغلاق المجال الجوي جزئياً أمام الرحلات التجارية، وتم تحويل مسار الرحلات الدولية إلى مطارات بديلة داخل البلاد وخارجها، تحسباً لأي موجات هجوم إضافية.
وسط هذه التطورات المتسارعة، تتّجه الأنظار إلى اجتماع مجلس الأمن الدولي المتوقع عقده خلال الساعات المقبلة، لبحث تداعيات الضربة الإيرانية وإمكانية فرض عقوبات جديدة على طهران.
«نتنياهو» من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب: «الطغاة في طهران أطلقوا هذا الصباح صواريخهم على مستشفى سوروكا وسكاننا المدنيين في قلب إسرائيل. نحن في حرب ضد الإرهاب الإيراني وسنجعلهم يدفعون الثمن».
الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، اللواء دانيال هاغاري: «تمكّنت منظوماتنا من اعتراض القسم الأكبر من الهجوم، لكننا نواجه تهديداً متنامياً يستهدف مراكز حضرية وخدمات إنسانية، وسنردّ وفق ما تمليه مصالحنا الأمنية».
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في تصريح لوكالة «إرنا»: «جميع عملياتنا محدودة وتهدف إلى ردع العدوان الإسرائيلي. على تل أبيب أن تفهم الرسالة جيداً».