مقالات وآراء

أنور الرشيد يكتب : أيدولوجيات بالية تعصف بمستقبل البشرية . أين فضيلة الإنسانية؟

مع الأسف رغم التجارب العظيمة التي مرت بها البشرية منذ الأزل لا زالت الهمجية وسمة الاعتداء هي الطاغية وفضيلة الإنسانية هي الضعيفة في المشهد الإنساني عموما.

أخذت البشرية قرونًا طويلة لكي تصل لمرحلة من مراحل الحياة بأن تعتمد على حكومات، وتضع حدودًا، وتعقد اتفاقياتٍ ومعاهداتٍ لكي تتجنب ما حدث في سابق عهدها من صراعات، ففي السابق كانت كل قبيلة تغزو قبيلة وتسبي نساءها وتقتل رجالها، ولا زال ذلك الإرث موجودًا رغم كل التطور التي نراه اليوم المتمثل بالتمسك بالعرق بحجة كمنظومة اجتماعية وكأثر  تاريخي،

وهذا ما نشاهده حتى اليوم في الكثير من المجتمعات البشرية بما فيها المتقدمة كاحتفال الفايكنغ بموروثهم الاجتماعي والقبلي وغيرهم الكثير الذين لا يزالون متمسكين بذلك الإرث.

ما نشاهدة اليوم من صراع بين الفرس والروم إن صح التعبير فما هو إلا جزء من ذلك الصراع الممتد على طول تاريخ المنطقة ومسألة الحرب والسلام لا تزال لم تختمر بشكل صحيح لا في ضمير الفرس ولا الروم ولا العرب ولا الشرق ولا الغرب بحيث يكون معيارها قابلًا للتطبيق وفرضه على أي صراع ممكن أن يحدث،

فإذا كنا نتحدث عن متحاربين لهم تاريخ وجذور في الحضارة والتقدم التقني والتكنولوجي والمعرفي الذين وظفوه لقتل بعضهم البعض فماذا نتوقع ممن لا يملك ذلك التاريخ ولا تلك الحضارة ولا هذا التقدم الذي استخدم لقتل بعضهم البعض بدلا من استخدامه لتنمية البشرية، وكل ذلك مع الأسف سببه معتقدات أيدلوجية دينية سياسية، ولا أحد يستطيع نكران أن الكيان الصهيوني يسعى لتحقيق معركة هرمجدون من منطلق عقائدي،

وأيضًا إيران تنطلق من ذات المنطلق ” حيث إن معركة هرمجدون عند الشيعة هي جزء من الأحداث المتوقعة في آخر الزمان، ويرون بأنها ستكون معركة كبرى بقيادة الإمام المهدي لتحرير القدس وغيرها من المناطق.

والضحية في النهاية فضيلة الإنسانية من أجل تحقيق معتقدات دينية سياسية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى