المعارضة الإسرائيلية تنتقد التعتيم الإعلامي وتهديدات بالتحقيق مع وسائل إعلام أجنبية

في ظل التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل وإيران، انتقدت قوى المعارضة الإسرائيلية، الجمعة، ما وصفته بـ”التعتيم الإعلامي المفرط” الذي تفرضه الحكومة على تغطية الضربات الصاروخية الإيرانية، محذّرة من تأثير ذلك على صورة إسرائيل دوليًا.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد إن “فرض رقابة شاملة أثناء الهجمات الإيرانية يضر بالجهد الإعلامي الإسرائيلي، ويضعف التعاطف الدولي معنا”، في إشارة إلى منع وسائل الإعلام من تغطية المواقع المستهدفة في تل أبيب وحيفا ومدن أخرى.
في المقابل، نقلت شبكة CNN عن مصادر مطلعة أن وزراء من اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، هددوا بتكليف أجهزة الأمن بفتح تحقيقات ضد وسائل إعلام أجنبية، على خلفية توثيقها لمواقع القصف الإيراني، مشيرين إلى أن بعضها “يساعد العدو عن غير قصد”، وفق زعمهم.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أكدت أن الشرطة أوقفت بث وكالات إعلام دولية من مواقع استهداف الصواريخ، بعد اتهامها بنقل معلومات قد تُستخدم من قبل إيران، كما تم اعتقال مصوّر يُشتبه في تعاونه مع قناة الجزيرة.
وفي بيان رسمي، قالت الشرطة إن “نشر مواقع سقوط الصواريخ يمثل تهديدًا أمنيًا”، مؤكدة أن هذه الخطوات جاءت بتوجيه من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي شدد على رفضه “لأي بث مباشر من إسرائيل عبر قناة الجزيرة أو أي جهة تتعاون معها”، معتبرًا القناة “خطرًا على أمن الدولة”، بحسب وصفه.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرت في مايو/أيار الماضي قانونًا خاصًا يُعرف باسم “قانون الجزيرة” يسمح بإغلاق مكاتب القناة داخل إسرائيل، ودخل القرار حيّز التنفيذ فورًا.
وتفرض تل أبيب تعتيما مشددا على تغطية الهجمات الإيرانية، حيث اعتبرت الجبهة الداخلية أن نشر الصور والفيديوهات من مواقع القصف “يعين العدو” في أثناء المعركة، بينما شنت الشرطة عدة مداهمات على مقرات إعلامية في حيفا ومناطق أخرى.
وتأتي هذه الإجراءات وسط تصعيد غير مسبوق منذ 13 يونيو/حزيران، حيث بدأته إسرائيل بهجوم على منشآت عسكرية ونووية إيرانية ضمن عملية سُميت “الأسد الصاعد”، ردّت عليه طهران بعملية “الوعد الصادق 3” عبر مئات الصواريخ والمسيّرات، خلفت قتلى وجرحى وأضرارًا مادية كبيرة داخل إسرائيل.
ووفق القناة 12 الإسرائيلية، فإن الصواريخ الإيرانية أسفرت عن مقتل 24 إسرائيليًا وإصابة 838 آخرين، وأدت إلى إجلاء نحو 5 آلاف شخص من منازلهم، في ظل خشية متزايدة من اتساع رقعة المواجهة ودخول الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب.