صحيفة لوموند: الشرق الأوسط الجديد لنتنياهو يقود إلى فوضى إقليمية متجددة

في تحليل شامل قدمته دوروثي شميد، الباحثة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، تظهر مخاطر التصعيد العسكري الأخير في الشرق الأوسط وتأثيره على استقرار المنطقة.
في مقال رأي نشرته صحيفة «لوموند»، تكشف دوروثي شميد، رئيسة برنامج تركيا والشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI)، أن الطموحات المعلنة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنشاء «شرق أوسط جديد» تحيل في واقعها إلى زيادة مستويات الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. وتسلط شميد الضوء على التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، الذي يشكل نقطة توتر كبيرة أمام العالم، خاصة مع احتمال إعادة الانخراط الأمريكي في الشرق الأوسط وتهديدات انهيار النظام الإيراني الضعيف أصلاً.
تشير الباحثة الفرنسية إلى أن إعادة تشكيل الخريطة الإقليمية تجري بالفعل، ما يؤدي إلى حالة متواصلة من عدم الاستقرار والصراعات الاستراتيجية المفاجئة، لكنه يؤكد في الوقت نفسه اتجاهات أساسية في السياسة الإقليمية. وفي منظور شميد، لا يمكن فهم المستقبل دون العودة إلى تجارب ما بعد أحداث 11 سبتمبر، ونتائج التدخل الأمريكي في العراق، بالإضافة إلى تداعيات «الربيع العربي» والحروب الأهلية التي أدت إلى تفاقم تنافس القوى الإقليمية والدولية.
وترى دوروثي شميد أن هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023 تمثل بداية مرحلة جديدة تتطلب إعادة تفكير في مسار مستقبل المنطقة. وتوضح بأن الحقبة السابقة كانت تتميز باتفاقيات إبراهيم (2020) التي استبعدت خصوم إسرائيل الحقيقيين، لكن وضعها الحالي يعكس فقدان الزخم، في حين أن سوريا شهدت تحولاً نوعياً بعد استعادة بشار الأسد، الذي غادر البلاد لصالح جماعات جهادية باتت تمارس نفوذاً وطنياً وتوجيهياً.
ختمت دوروثي شميد تحليها بالتأكيد على أن ضعف الدول العربية والدبلوماسية جعل من السهل لطهران استغلال المجتمعات في المنطقة لتحقيق مآربها الخاصة، مما يحول دون استقرار إقليمي شامل.
«الشرق الأوسط الجديد الذي يعلنه نتنياهو ليس سوى شرق يسوده الفوضى، يعيد إلى الأذهان أسوأ سمات الأنظمة العربية السابقة»، هكذا تختتم دوروثي شميد مقالها، مؤكدة أن التحديات الأمنية والسياسية الراهنة تتطلب قراءة موضوعية وعميقة أكثر مما تدعو إليه الخطابات الضيقة.