بشور: “إسرائيل” تخوض مغامرة متهورة ضد إيران وستخرج منها مهزومة
اعتبر معن بشور، الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، أن العدوان الصهيوني الأخير على إيران يشكل “مقامرة عسكرية فاشلة” تحمل خسائر استراتيجية جسيمة لإسرائيل، مؤكداً أن رد الفعل الإيراني المنضبط والقوي كشف عن ارتباك سياسي ومأزق داخلي في الكيان الصهيوني.
في تفاصيل أكثر، أوضح بشور أن الهجوم الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة جاء بعد عملية تفاوضية مكثفة بين واشنطن وطهران، واستهدفت مراكز حيوية في إيران في محاولة لزعزعة استقرار النظام الداخلي، لكن الرهان على إحداث اضطرابات داخلية فشل تماماً. وأضاف بشور أن إيران انتقلت بسرعة من استراتيجية الصبر إلى الدفاع ثم إلى الرد الهجومي الاستراتيجي، بينما تكتم الاحتلال على حجم خسائره وتعرض لضربات متلاحقة من غزة ولبنان واليمن، ما قلب المعادلة لصالح محور المقاومة.
وحول الموقف العربي والدولي، أكد بشور على أهمية تجاوز بيانات الإدانة التقليدية، داعياً إلى تحركات فعلية تشمل مقاطعة شاملة لإسرائيل ووقف مسار التطبيع والتحرك العاجل في الأمم المتحدة من خلال الجمعية العامة لاعتماد قرار يلزم بوقف العدوان، معرباً عن القلق من أن الموقف الراهن لا يعكس حجم التهديد ويتسم بالتخاذل.
وقال بشور: “إسرائيل دخلت مغامرة متهورة بدعم أمريكي كامل وعززت وضعها بالحرب الإعلامية، لكنها تواجه اليوم مشهداً معاكساً تماماً لما كانت تتطلع إليه، حيث يتلقى الاحتلال سلسلة من الضربات على جميع جبهاته من غزة إلى لبنان واليمن.”
وأضاف: “ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى العمل الجاد والموحد لوقف هذا العدوان المستمر، عبر نشر الوعي والضغط السياسي والدبلوماسي لوقف العدوان بكل الوسائل الممكنة، كما حصل في مناسبات تاريخية مثل الحرب الكورية والعدوان الثلاثي على مصر.”
وأكد بشور أن المعركة الحالية ليست منفصلة عن مسار الصراع الأشمل، وقال: “إيران تُستهدف اليوم كما استُهدفت مصر وسوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا من قبل، والهدف واحد: إسكات صوت أي قوة تساند القضية الفلسطينية، وتفكيك أي محور يرفض الهيمنة الصهيونية–الأمريكية”.
ودعا بشور إلى عقد قمة عربية ـ إسلامية عاجلة في القاهرة أو الرياض أو أنقرة، تتضمن “مواقف صريحة وقرارات حاسمة ضد إسرائيل، وأبرزها قطع العلاقات، وإعادة الاعتبار لخيار المقاومة، وبناء آليات تنسيق ودعم شامل للمقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية”.
وختم بشور تصريحاته بالقول: “قد تكون الحرب على إيران في بدايتها، لكنها ستنتهي بلا شك بهزيمة المعتدي. ومن يريد أن يعرف اتجاه الحرب، فليرَ مظاهرات طهران والمدن الإيرانية التي تتحدى القصف وتبشر بالنصر. هذه لحظة فارقة، وعلى العرب والمسلمين وأحرار العالم أن يتحركوا قبل فوات الأوان”.
