دول الخليج تؤكد على خطورة استهداف المنشآت النووية الإيرانية وتدعو لتعزيز دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية

أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن قلقها العميق إزاء الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المنشآت النووية في إيران، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان أمن هذه المواقع وحماية السلامة الإشعاعية في المنطقة.
أكد سفراء دول الخليج لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال اجتماعهم مع المدير العام للوكالة، رافاييل غروسي، في مقر الوكالة بمدينة فيينا، على أهمية تعزيز التدابير الوقائية والجاهزية القصوى لمواجهة تداعيات أي هجمات على المنشآت النووية القريبة جغرافياً من دول المجلس. جاء هذا الاجتماع في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت منشأة نووية في أصفهان مرتين خلال يونيو الجاري، رغم تحذيرات الوكالة الدولية.
وأعرب السفراء عن قلقهم من الأضرار المحتملة جراء استهداف المنشآت النووية، سواء على المستوى الإنساني أو البيئي، مؤكدين أن هذا يشكل تهديداً مباشراً للسلامة الإشعاعية وكذلك للنظام الدولي للضمانات النووية، بالإضافة إلى كونه خرقاً صريحاً لأحكام القانون الدولي والإنساني.
من جهته، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي من عواقب الهجمات الإسرائيلية، مشيراً إلى تدهور حاد في مستوى السلامة والأمن النوويين، رغم عدم تسجيل أي انبعاث إشعاعي يؤثر على الجمهور حتى الآن. وأوضح غروسي أن هجمات المواقع النووية لا يجب أن تحدث أبداً، مؤكداً على الأهمية المحورية للوكالة في مراقبة الالتزامات الفنية وتشغيل نظام الضمانات الشاملة.
تأتي هذه التحذيرات في سياق الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي نفذه حوالي 50 طائرة حربية ضد أهداف إيرانية متعددة، مرتبطاً بالحملة الواسعة التي شنتها إسرائيل منذ 13 يونيو بدعم أمريكي، والتي استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين. وردّت إيران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والآلاف من الإصابات على كلا الجانبين.
قال سفير دولة من دول مجلس التعاون:
“نشعر بقلق بالغ إزاء ما تتعرض له المنشآت النووية الإيرانية وخاصةً إدراكنا التام بالتداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن هذه الأعمال على دول المنطقة بأسرها.”
وعبر رافاييل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية:
“على الرغم من عدم حدوث أي انبعاث إشعاعي حتى الآن، هناك خطر حقيقي يتطلب منا العمل الحازم لمنع المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية.”