مجزرة مساعدات غزة تقتل 44 فلسطينيا والجفاف يهدد حياة الأطفال

أكدت الجهات الصحية في قطاع غزة سقوط 44 قتيلا فلسطينيا يوم الجمعة نتيجة إطلاق نار وغارات إسرائيلية استهدفت مدنيين في مواقع متعددة وأثناء محاولاتهم الحصول على مساعدات غذائية أساسية للبقاء على قيد الحياة
أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 25 شخصا على الأقل بينما كانوا في انتظار شاحنات إغاثة قرب محور نتساريم وسط القطاع حيث تواجدت قوافل إنسانية تديرها مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من برامج أمريكية وشاحنات أخرى تتبع منظمات دولية بينها الأمم المتحدة
أوضح الجيش الإسرائيلي في بيان له أن قواته أطلقت أعيرة تحذيرية على أفراد اعتبرتهم “مشبوهين” داخل حشد مدني ثم نفذت طائرة إسرائيلية غارة جوية أصابتهم مضيفا أنه على علم بإصابات أخرى ويجري تحقيقا في الواقعة
أضاف مسعفون أن قصفا جويا إسرائيليا منفصلا أسفر عن مقتل 19 فلسطينيا بينهم 12 فردا من عائلة واحدة داخل منزل في مدينة دير البلح ليصل إجمالي ضحايا الجمعة إلى 44 قتيلا على الأقل وفقا لتوثيق فرق الإسعاف الميدانية
أشار تقرير الصليب الأحمر إلى أن منشآته استقبلت منذ 27 مايو وحتى الخميس الماضي 1874 مصابا بأعيرة نارية وأفاد المصابون بأنهم جرحوا أثناء محاولتهم الاقتراب من مواقع توزيع المساعدات أو خلال تواجدهم في محيطها
لفتت منظمة اليونيسف إلى خطر غير مسبوق يهدد أطفال غزة يتمثل في الجفاف الناتج عن التدمير المنهجي للبنية التحتية للمياه وأكدت أن 40% فقط من منشآت إنتاج مياه الشرب لا تزال تعمل وهو ما ينذر بكارثة وشيكة حسب تعبير المتحدث باسمها في جنيف
أعلنت المنظمة نفسها أن نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات والذين دخلوا المستشفيات للعلاج من سوء التغذية قد ارتفعت بنسبة 50% بين أبريل ومايو مشيرة إلى أن نصف مليون إنسان يعانون من الجوع الحاد في القطاع المحاصر
اتهمت حركة حماس إسرائيل باستهداف المدنيين الساعين للحصول على الغذاء بشكل متعمد بينما تنفي إسرائيل تلك الاتهامات وتزعم أن الحركة تقوم بالاستيلاء على المساعدات وهو ما نفته حماس بشكل قاطع
صرحت منظمات إنسانية بأن آلية توزيع المساعدات المعتمدة حاليا تجبر المدنيين على التوغل في مناطق اشتباك مسلح مما يعرّض حياتهم لخطر يومي وتؤكد تلك المنظمات أن إطلاق النار في معظم الحوادث لم يكن له أي مبرر أو سابق إنذار
نوهت مؤسسة غزة الإنسانية بأنها وزعت حتى الآن نحو 3 ملايين وجبة في ثلاثة مواقع دون وقوع حوادث سابقة بينما اعتبرت اليونيسف أن الأسلوب المعتمد في توزيع الإغاثة يفاقم الوضع ويزيد من حجم المعاناة الإنسانية