عماد أبو الحسن لـ “أخبار الغد”: ضرب أمريكا للمفاعلات النووية الإيرانية عمل غادر ومتهور

وصف الدكتور عماد أبو الحسن، الخبير في الشؤون الدولية والعربية من مدينة جنين بفلسطين المحتلة، في حوار خاص مع “أخبار الغد”، الضربات الأمريكية التي استهدفت المفاعلات النووية الإيرانية بأنها “عمل غادر ومتهور وجبان”، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح الإيرانيين مهلة أسبوعين للعودة إلى رشدهم، لكنه – كعادته – لجأ إلى سياسة المباغتة الصاعقة.
وأوضح أبو الحسن أن ترامب، بعد استكمال الحشود والتأكد من قدرة السلاح الأمريكي على التدمير، أقدم على هذا “الفعل الإجرامي المشين”، ليظهر بمظهر المنتصر الأقوى، متبجحًا بأنه وحده القادر على اتخاذ مثل هذا القرار، ومعلناً أن “الطريق إلى السلام بات معبّداً”. غير أن هذا الخطاب، وفقًا لأبو الحسن، يعكس “غرورًا لا حدود له، ويبدو أن هذا الغرور سيكون فيه مقتل أمريكا وإسرائيل عاجلاً أم آجلاً”.
وفيما يخص نجاح الضربات في تدمير المفاعلات الإيرانية، تحفظ أبو الحسن على الإجابة قائلاً: “ليس من السهل أن نحيب بنعم أو لا، فمن المبكر تحديد نتيجة واضحة”، مضيفًا أن إيران قد تفاجئ الجميع برد لم يخطر على بال ترامب، مشيرًا إلى احتمالين: “إما حرب مفتوحة، أو هدوء عاصف يخيم على المنطقة بأكملها”، معبرًا عن اعتقاده بأن المنطقة باتت “أبعد ما تكون عن السلام، حتى وفقاً لمفهوم ترامب ذاته”.
وفي تعليق على الأنباء المتداولة حول نقل اليورانيوم المخصب إلى جهة مجهولة، أوضح أبو الحسن أن “الجهة المجهولة تبدو أكثر أمنًا من المفاعلات التي كانت يفترض أن تكون الأعلى تحصينًا”، معتبرًا ذلك مؤشرًا على وجود مفاعلات نووية سرية لم تتمكن الاستخبارات الأمريكية من اكتشافها، بل وربما لم يكن هناك شيء يُذكر في المواقع التي تم قصفها، وأن ما تم تداوله من تحركات للشاحنات لم يكن سوى “حركة تمويه وتضليل”.
وأشار إلى أن إيران قد تكون تُجري بالفعل تجاربها النووية في مواقع سرية أكثر تحصينًا، ما يجعل احتمالات تدمير قدراتها النووية بالكامل أمرًا غير محسوم.
وحول إمكانية تغيير إيران لعقيدتها النووية، قال أبو الحسن: “ربما تكون إيران قد أنتجت قنبلتها النووية فعلاً، وتنتظر اللحظة المناسبة للإعلان عن انضمامها إلى مجموعة الدول النووية”، معتبرًا أن هذه اللحظة قد تكون قريبة.
وختم أبو الحسن تصريحه بالقول: “نحن والعالم ننتظر، وقد لا يطول هذا الانتظار، فالساعات المقبلة حبلى بالمتغيرات والمفاجآت، وهي التي ستحدد الإجابات الحقيقية لكل التساؤلات، وفقًا لإمكانات إيران، وقدراتها العسكرية، والتحولات المحتملة في عقيدتها القتالية”.