الضربات الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية تشعل النفط وتهدد الاقتصاد العالمي

أعلن مسؤولون غربيون تنفيذ ضربات أميركية دقيقة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية من بينها منشأة فوردو الواقعة بالقرب من مدينة قم مما أدخل المنطقة في حالة من التوتر المتصاعد وانعكس بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي الضعيف أصلًا
أوضح محللون دوليون أن هذه التطورات وقعت في لحظة حرجة للغاية حيث خفض كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعاتهم لنمو الاقتصاد العالمي خلال الأشهر الأخيرة وذلك في ظل تزايد مخاوف الأسواق من استمرار التصعيد
أشار تقرير اقتصادي إلى أن أي اضطرابات جديدة في إمدادات الطاقة أو تحركات بحرية عدائية ستدفع بأسعار النفط إلى مستويات حرجة وقد يدفع خام غرب تكساس الوسيط إلى تجاوز حاجز 80 دولارًا للبرميل وفقًا لتوقعات الخبير توني سيكامور
زعم اقتصاديون في بلومبيرغ إيكونوميكس أن التصعيد الأميركي الإيراني يفتح الباب أمام ثلاثة سيناريوهات محتملة أولها هجمات مباشرة على الأفراد والمنشآت الأميركية في المنطقة وثانيها ضرب البنية التحتية للطاقة وثالثها إغلاق مضيق هرمز عبر الألغام البحرية وهو أخطر السيناريوهات
أضاف محللون أن إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى ارتفاع سعر برميل النفط إلى أكثر من 130 دولارًا وسيرفع مؤشر أسعار المستهلك الأميركي إلى قرابة 4% في فصل الصيف ما سيجبر الاحتياطي الفدرالي والبنوك المركزية الأخرى على إعادة النظر في تخفيض أسعار الفائدة
أكدت تقارير اقتصادية أن نحو خُمس إمدادات النفط اليومية تمر عبر مضيق هرمز مما يجعله أحد أهم الممرات الاستراتيجية عالميًا بينما تعتمد قطر بالكامل عليه في تصدير الغاز الطبيعي المسال الذي يشكل 20% من السوق العالمي
نوه خبراء أن أي تعطيل لهذا الممر البحري الحيوي سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الغاز بأوروبا وقد يُلحق أضرارًا اقتصادية هائلة خصوصًا بالصين التي تُعد أكبر مستورد للنفط الإيراني رغم امتلاكها بعض المخزونات الاستراتيجية
لفت خبراء الطاقة إلى أن منظمة أوبك بلس بما فيها السعودية لا تزال تملك قدرة احتياطية لتعويض جزء من النقص كما أن وكالة الطاقة الدولية قد تلجأ إلى تحرير مخزون الطوارئ إذا ما تطلب الأمر
صرح بن ماي مدير أبحاث الاقتصاد الكلي في أكسفورد إيكونوميكس أن التوترات الحالية تُعد صدمة سلبية إضافية على الاقتصاد العالمي المتداعي وأن ارتفاع أسعار النفط والتضخم الناتج عنها يشكلان تحديًا كبيرًا للبنوك المركزية في المرحلة القادمة
استدرك وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الموقف محذرًا من “عواقب وخيمة” للهجمات الأميركية ومعلنًا تمسك بلاده بحقها في الدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة
أردف مراقبون دوليون أن التصعيد في الشرق الأوسط قد يتحول إلى نقطة تحول كارثية للاقتصاد العالمي ويفتح فصلاً جديدًا من المواجهات غير المحسوبة التي لا رابح فيها