عاصفة طلبات المغادرة تكشف انهيار الثقة وهروب جماعي من داخل إسرائيل

أعلن متحدث باسم شركة طيران العال الإسرائيلية عن تسجيل أكثر من 25 ألف طلب حجز لمغادرة الأراضي المحتلة خلال أول 24 ساعة فقط من فتح باب التقديم على الرحلات الجوية الدولية
أوضح المتحدث أن هذا الإقبال الكثيف يعكس زيادة غير مسبوقة في عدد المسافرين الراغبين في مغادرة البلاد مما يفتح باب التساؤلات حول الدوافع الحقيقية لهذا الإقبال الواسع في توقيت بالغ الدقة والحساسية في الداخل الإسرائيلي
أشار مسؤولون في قطاع الطيران إلى أن الضغط المفاجئ على الحجوزات خلال هذا الوقت القصير يشير إلى مؤشرات واضحة على تصاعد حالة القلق الداخلي وارتفاع مستويات التوتر الاجتماعي والسياسي والأمني بين السكان ما دفع عشرات الآلاف إلى الإسراع بتقديم طلبات السفر
أكد مختصون في شؤون الطيران أن هذا الرقم الذي تجاوز 25 ألف طلب خلال يوم واحد فقط لم يسبق تسجيله منذ سنوات طويلة وهو ما يعكس حجم التحولات الجارية في المزاج العام داخل دولة الاحتلال وفق تعبيرهم
استعرض تقرير داخلي من الشركة أن الطلبات توزعت على وجهات أوروبية وأمريكية وآسيوية بأعداد متفاوتة بينما شكلت الرحلات إلى الولايات المتحدة النسبة الأكبر بنسبة قاربت 42% في حين اتجه ما يقرب من 28% نحو دول أوروبية بينما استهدفت البقية دولاً في شرق آسيا وأمريكا اللاتينية
أضافت مصادر مطلعة أن هناك زيادة غير تقليدية في الطلب على الرحلات الفورية والعاجلة رغم ارتفاع أسعار التذاكر بنسبة بلغت 37% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي ما يشير إلى أن الحافز الأساسي للمغادرة ليس السياحة أو الترفيه بل البحث عن الاستقرار والملاذ الآمن
لفت مراقبون سياسيون إلى أن هذا الرقم الضخم يعكس فشلاً في إدارة الأزمات الداخلية وتراجع الثقة في المستقبل القريب داخل المجتمع الإسرائيلي خاصة في ظل التوترات الأمنية والسياسية المتصاعدة يوماً بعد يوم
أوضح متابعون أن هذه الموجة غير الاعتيادية من الرغبة في المغادرة لا يمكن قراءتها إلا في سياق متكامل يعكس هشاشة الاستقرار الداخلي وتراجع صورة الأمان الاجتماعي ما يدفع آلاف المواطنين إلى البحث عن البديل خارج الحدود
نوه اقتصاديون إلى أن التدفقات المالية الناتجة عن موجة السفر الأخيرة ستؤثر سلباً على قطاع السياحة الداخلية وتقلل من حجم الإنفاق المحلي ما ينذر بتداعيات اقتصادية متزايدة خلال الفترة المقبلة