تصاعد النزاع الإيراني الإسرائيلي يحوّل أجواء الشرق الأوسط لفخ جوي يحاصر الملاحة الدولية

أكدت مصادر مطلعة أن أجواء الشرق الأوسط تحوّلت إلى منطقة محظورة للطائرات المدنية بعدما تصاعد التوتر العسكري بين الولايات المتحدة وإيران وردّ الأخيرة بصواريخ على أهداف داخل إسرائيل ما دفع كبرى شركات الطيران العالمية إلى إعادة توجيه رحلاتها فورا خوفا من تفاقم الأخطار
أوضحت بيانات مواقع تتبع الطيران أن عشرات المسارات الجوية تم إلغاؤها أو تعديلها بشكل جذري حيث خلت سماء العراق وسوريا ولبنان وإيران وإسرائيل من أي حركة جوية مدنية وفضّلت شركات الطيران العبور عبر شمال بحر قزوين أو جنوبا عبر أجواء مصر والسعودية رغم الكلفة الباهظة
صرحت منظمة “المجال الجوي الآمن” أن الهجمات الأميركية على منشآت إيرانية حساسة زادت من خطر العمليات العسكرية على الطيران المدني مما أجبر شركات كبرى مثل “يونايتد إير لاينز” و”أميركان إيرلاينز” على تعليق رحلاتها عبر المنطقة بشكل فوري لتفادي المخاطر المتزايدة
أشار موقع “فلايت رادار24” إلى أن نحو 1400 رحلة جوية تعبر الآن يوميا فوق أجواء السعودية مقارنة بمتوسط 700 رحلة فقط منتصف مايو نتيجة إغلاق المجالين الجويين الإيراني والعراقي منذ 13 يونيو كما ارتفعت الرحلات عبر أفغانستان من 50 إلى 280 رحلة يوميا مما يبرز حجم التحول الهائل في خريطة الطيران العالمية
أضاف مراقبون أن التكلفة التشغيلية لشركات الطيران تضاعفت بشكل لافت بسبب تحويل المسارات بما يشمل زيادة تكاليف الوقود وارتفاع أجور الطواقم وتصاعد نفقات التأمين بجانب إطالة أزمنة الرحلات خصوصا مع اضطرار “فلاي دبي” إلى المرور عبر باكستان وأفغانستان لبلوغ موسكو ما زاد مدة الرحلة من 5 إلى 7 ساعات
أفاد خبراء بأن شركات الطيران العربية هي الأكثر تضررا من إغلاق المسارات التقليدية إذ تمر معظم رحلات طيران قطر إلى أوروبا وأميركا الشمالية عبر العراق كما تعتمد رحلات طيران الإمارات على الأجواء الإيرانية والعراقية مما جعل هذه الشركات في مأزق تشغيلي غير مسبوق
لفتت تقارير إلى أن شركات عالمية مثل “أميركان إيرلاينز” علّقت رحلاتها إلى قطر فيما أوقفت “يونايتد إير لاينز” رحلاتها إلى دبي وسط مخاوف من توسع رقعة النزاع لتشمل الخليج خاصة البحرين وعُمان والإمارات رغم عدم استهداف أي طائرة مدنية حتى الآن
نبه مراقبون إلى أن الطرق الجوية البديلة المتبقية تزداد ازدحاما خصوصا فوق البحر الأسود وشمال السعودية ما يهدد بتفاقم الأزمة إن استمر التصعيد العسكري الحالي مما يرسم مستقبلا قاتما لحركة الملاحة الجوية العالمية