ترجمات

Atlantico الفرنسية: صحفي استقصائي فرنسي يكشف عن معسكرات التعذيب السرية لمجموعة فاغنر في مالي وجرائم التطهير العرقي

كشف الصحفي الاستقصائي الفرنسي لوب فياليت، المتخصص في شؤون منطقة الساحل، عن أدلة دامغة تؤكد قيام مجموعة فاغنر الروسية، التي أعيدت تسميتها حديثاً بـ”فيلق أفريقيا”، بإدارة ما لا يقل عن ستة معسكرات تعذيب سرية في مالي، حيث يتم احتجاز المدنيين بشكل غير قانوني وممارسة أبشع أنواع التعذيب والقتل الجماعي ضد المعارضين والأقليات العرقية.

استند فياليت في تحقيقه الصادم على ما يقارب 200 شهادة موثقة من ضحايا مجموعة فاغنر والجيش المالي، جمعها على مدار عامين كاملين عقب انسحاب القوات الفرنسية من المنطقة. وكشف التحقيق عن حملة تطهير عرقي ممنهجة تستهدف شعوب البيول والموريين والطوارق في وسط وشمال مالي، بهدف الاستيلاء على أراضيهم لصالح القبائل الجنوبية.

وأفاد فياليت بأن مجموعة فاغنر حولت القاعدة السابقة لبعثة الأمم المتحدة في مدينة جاو إلى ما وصفه الشهود بـ”مسلخ بشري”، حيث يتم تنفيذ عمليات إعدام جماعية واغتصاب منظم وتعذيب علني. كما كشف عن ممارسات ابتزاز مروعة، حيث يطلب من عائلات المحتجزين دفع فديات تصل إلى 10 آلاف يورو مقابل إطلاق سراح ذويهم الذين يكونون في الواقع قد قُتلوا بالفعل.

“لقد سمعت العشرات من قصص الإعدامات التعسفية والاغتصاب الجماعي والتعذيب في العراء. هذا الإرهاب المنظم لم تغطه وسائل الإعلام بشكل كافٍ، بما في ذلك ولادة ما يُسمى بـ’أطفال فاغنر’ نتيجة الاغتصاب الجماعي الممنهج الذي يهدف إلى ترويع الأقليات العرقية المستهدفة”، صرح فياليت خلال مقابلة حصرية.

وفي تطور خطير، كشف التحقيق عن قيام روسيا بتجنيد آلاف الطلاب الأفارقة من السنغال وغينيا ومالي وتشاد وبوركينا فاسو، المقيمين في روسيا، وإرسالهم قسراً للقتال في الجبهة الأوكرانية تحت وعود كاذبة بالحصول على الجنسية الروسية والعمل والمال.

وحذر فياليت من أن وجود فاغنر حوّل مالي إلى “بؤرة للإرهاب وتجارة الأسلحة والمخدرات”، مؤكداً أن الهدف الحقيقي لروسيا ليس محاربة الإرهاب بل “السيطرة من خلال الفوضى” واستغلال الموارد المعدنية للمنطقة.

“منذ وصول الروس إلى الساحل، أصبحت مالي مركزاً للإرهاب والاتجار بالأسلحة والمخدرات ومصدراً لفوضى أمنية ومهاجرة غير مسبوقة. روسيا تسعى لخنق أوروبا من خلال التحكم في تدفقات الهجرة واستخدامها كسلاح ابتزاز”، أضاف فياليت محذراً من أن “الأسوأ لم يأت بعد”.

المصدر Atlantico الفرنسي

تم نشر هذا التحقيق الاستقصائي بناءً على عمل ميداني مكثف قام به الصحفي لوب فياليت، أحد أبرز المتخصصين في شؤون منطقة الساحل الأفريقي، والذي أمضى سنوات في توثيق الانتهاكات والجرائم في المنطقة من خلال شهادات مباشرة من الضحايا والناجين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى