الزلازل العنيفة تضرب بقوة وسط وجنوب المحيط الهادئ منذ 1990

أكدت تقارير جيولوجية حديثة تصدّر منطقة وسط وجنوب المحيط الهادئ لقائمة المناطق الأكثر تعرضًا للزلازل القوية في الفترة الممتدة بين عام 1990 وحتى عام 2025 حيث تم تسجيل 298 هزة أرضية كبيرة ما يعادل نسبة 17 بالمائة من إجمالي الزلازل على مستوى العالم مما يعكس خطورة النشاط الزلزالي في هذه المنطقة بشكل لافت ومستمر
أوضح باحثون متخصصون في علوم الأرض أن التركيبة التكتونية الفريدة للمنطقة تمثل أحد العوامل الرئيسية في كثافة النشاط الزلزالي حيث تلتقي عدة صفائح أرضية نشطة أبرزها الصفيحة الهادئة وصفيحة أستراليا ما يؤدي إلى تصاعد الضغط الجيولوجي وتكوّن بؤر زلزالية نشطة للغاية
صرح مختصون في رصد الكوارث الطبيعية بأن المناطق الواقعة بين جزر فيجي وتونغا وساموا تُعتبر من أكثر النقاط عرضة للزلازل العنيفة خلال العقود الماضية حيث تسبب بعضها في موجات تسونامي وأضرار بشرية ومادية جسيمة بينما لا تزال التحذيرات مستمرة بشأن إمكانية وقوع زلازل مدمرة جديدة في المستقبل القريب
أضافت الهيئات العلمية الدولية أن هذه المنطقة المعروفة باسم “حلقة النار” تُعد من أكثر مناطق العالم توترًا من الناحية الجيولوجية إذ تمتد عبر المحيط الهادئ بطول آلاف الكيلومترات وتشهد سنويًا مئات من الهزات الأرضية ذات الشدة المتفاوتة ما يعزز من احتمالات تكرار الزلازل الكبرى
لفت خبراء في شؤون المناخ والكوارث إلى أن التحولات البيئية المتسارعة قد تكون عاملاً إضافيًا في تحفيز بعض الأنشطة الزلزالية على المدى الطويل خصوصًا مع تزايد اختلال التوازن في أنظمة القشرة الأرضية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على توزيع الكتل الأرضية
نبه محللون دوليون إلى أهمية تعزيز قدرات الإنذار المبكر وتحسين البنية التحتية في تلك المناطق عالية الخطورة لتقليل الخسائر البشرية والمادية مستقبلًا مؤكدين أن استمرار تجاهل هذه التهديدات سيؤدي إلى نتائج كارثية يصعب السيطرة عليها لاحقًا