العالم العربي

الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارًا جديدًا لإخلاء “جباليا البلد” وسط تصاعد التحذيرات الإنسانية في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عن إصدار إنذار صارم للفلسطينيين المقيمين في منطقة “جباليا البلد” وعدة أحياء شمال قطاع غزة بضرورة الإخلاء الفوري نحو منطقة “المواصي” جنوب القطاع، تمهيدًا لهجوم وشيك بذريعة أنها “منطقة قتال خطرة”.

وأكد أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في منشور على منصة “إكس” توجيه إنذار “إلى كل سكان قطاع غزة الذين لم يخلوا بعد منطقة جباليا البلد وأحياء النهضة، الروضة وشمال التفاح في بلوكات 1800-1797، 1805-1803، 1817-1814″، مشددًا: “أخلوا فوراً جنوباً إلى المواصي، العودة إلى مناطق القتال تشكل خطرًا على حياتكم”. وأضاف: “يعمل الجيش الإسرائيلي بقوة شديدة جداً في مناطقكم لتدمير قدرات المنظمات الفلسطينية”، بحسب تعبيره.

ومنذ أشهر عديدة، اعتاد الجيش الإسرائيلي إصدار إنذارات مماثلة، وهو ما أدى بالفعل إلى تقليص المساحة الجغرافية المتاحة للفلسطينيين وأجبر مئات الآلاف على التكدس في مناطق ضيقة، في ظروف تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية.

وتعتبر منطقة المواصي ملاذًا اضطراريًا للفارين من العمليات العسكرية، إذ أنها مساحة مفتوحة إلى حد كبير، تفتقر للبنية التحتية الضرورية وتضج بمخيمات بدائية من النايلون والقماش الممزق. يعيش النازحون هناك أوضاعًا مأساوية في ظل نقص حاد في المياه النظيفة والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء. ورغم ذلك، لم تسلم المواصي من الاستهدافات العسكرية المتكررة، التي أودت بحياة العديد من المدنيين وتسببت في وقوع مجازر، بحسب منظمات حقوق الإنسان.

من جهة أخرى، تتواصل العمليات العسكرية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسط دعم أمريكي كامل لإسرائيل، ما أدى إلى سقوط أكثر من 187 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بينما لا يزال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين، فضلًا عن نزوح مئات الآلاف.

وقال أحد شهود العيان من داخل المواصي: “كل يوم تزداد معاناتنا، لا نجد ما نأكله أو نشربه، ومنازلنا أصبحت خيامًا لا تقينا حر الصيف ولا برد الشتاء. نناشد المجتمع الدولي التدخل العاجل لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية.”

وعلق أحد مسؤولي المنظمات الإنسانية: “إن استمرار القصف وطلبات الإخلاء تجعل المدنيين يواجهون مصيراً مجهولاً، ويقضي تمامًا على أي أمل في العثور على مناطق آمنة داخل غزة.”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى