حقوق وحريات

الشبكة المصرية لحقوق الإنسان توثق تعذيباً مميتاً لمعتقل بسجن الوادي الجديد

أكدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن الشاب حسام أبو العباس مصطفى مرسي البالغ من العمر 26 عاماً فارق الحياة يوم 17 أغسطس 2024 نتيجة تعرضه لتعذيب ممنهج داخل سجن الوادي الجديد بعد مرور ستة أيام فقط على نقله إليه من قسم شرطة الخارجة حيث كان محتجزاً احتياطياً على خلفية اتهامات ترتبط بمحتوى ديني عُثر عليه بهاتفه المحمول

قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان إن الشاب المعتقل نقل قسراً إلى مقر أمني تابع لجهاز الأمن الوطني فور اعتقاله في 2 يونيو 2024 واستمر إخفاؤه قسرياً لمدة شهر ونصف قبل أن يظهر أمام النيابة العامة التي أمرت بحبسه احتياطياً ونقله إلى قسم شرطة الخارجة ثم إلى سجن الوادي الجديد بتاريخ 7 أغسطس 2024

أفاد شهود عيان للشبكة المصرية لحقوق الإنسان بأن الضرب والصعق بالكهرباء تم داخل زنزانته الواقعة في العنبر رقم 4 المعروف باسم عنبر الجهاديين حيث شارك في تعذيبه ضابطان من جهاز الأمن الوطني هما أحمد ياسر وشهاب وأمين الشرطة عادل جاد الله وضابطا المباحث أحمد عصام وحسام دسوقي برفقة عدد من الجنائيين مستخدمين عصي وأسلاك وصواعق كهربائية خلال خمس ساعات متواصلة

أشار الشهود إلى أن المعتقل نُقل في حالة صحية حرجة ملفوفاً ببطانية إلى غرفة مجاورة حيث ظل يصارع الموت لعدة أيام دون توفير أي رعاية صحية داخل سجن يعاني من غياب مقومات البنية الطبية الأساسية

أعلن ذوو الضحية أنهم أُبلغوا بوفاته في 19 أغسطس 2024 دون توضيح أسبابها قبل أن يتم دفنه تحت مراقبة أمنية مشددة في محافظة الوادي الجديد وسط غضب واسع بين أهالي قريته الذين عرفوه بدماثة خلقه

استدركت تقارير الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن عدداً من زملاء الضحية تعرضوا للتهديد من أجل تغيير إفاداتهم أمام النيابة إلا أنهم أكدوا تعرضه للتعذيب كما وثقت نفس الشبكة الحقوقية مقتل الرائد السابق طارق أبو العزم بتاريخ 1 أكتوبر 2024 داخل نفس العنبر بعد تعرضه لتعذيب مميت مما يعزز اتهامات بتكرار نمط الإفلات من العقاب

أوضحت السجلات أن حسام أبو العباس كان يعمل في مهنة الحياكة ويحمل دبلوم الزراعة وسبق احتجازه من يونيو 2022 إلى يونيو 2023 بسبب العثور على مقاطع للشيخ عبد الحميد كشك والداعية حازم صلاح أبو إسماعيل في هاتفه المحمول ما يثير تساؤلات حول الممارسات القمعية المتكررة بحق أصحاب الآراء الدينية المعارضة

لفت حقوقيون إلى أن استمرار حالات الوفاة تحت التعذيب داخل نفس السجن يطرح ضرورة فتح تحقيق شفاف ومستقل حول ظروف الاعتقال والمعاملة اللاإنسانية التي تنتهك الحقوق الدستورية والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى