مقالات وآراء

محمد عبد القدوس يكتب: بين إيران وإسرائيل والاتهامات الأربعة

هناك حكمة تقول: “إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف غيرك بالحجارة” .. وتلك المقولة المأثورة أراها مناسبة جداً في أيامنا هذه حيث الحرب الضروس بين إيران والصهاينة وقبل ساعات أعلن عن وقف إطلاق النار .

وبني إسرائيل يتهمون النظام الإيراني باربع إتهامات تحديداً تلقي رواجاً واسعاً في أجهزة الإعلام العالمية ولليهود فيها نفوذ هائل !!

والتهمة الأولى أن إيران يحكمها نظام ديني متشدد ..
وبني إسرائيل في هذا الإتهام هم الأشد تطرفا .. والحكومة القائمة حالياً برئاسة “نتنياهو ” قوامها أساساً الأحزاب الدينية ..
ورأينا وزراء فيها غاية التطرف ينتمون إلى هذه الأحزاب ، ويجمعهم الرغبة في إبادة الفلسطينيين والاستيلاء على الضفة الغربية المسماة عندهم ب”يهودا والسمرا” وضمها إلى دولة إسرائيل ، لأن التوراة تقول أنهم أصحاب هذه الأرض !!
وكثيراً ما أقتحم هؤلاء المسجد الأقصى ويحلمون باليوم الذي يزال فيه ليقوم “الهيكل” مكانه.

والتهمة الثانية أن النظام الإيراني يقوم على الاستبداد والقمع ..
وهذا الإتهام تتفوق فيه إسرائيل بجدارة إذ أن ٢٠٪ من سكان هذه الدولة يخضعون للتمييز العنصري وهم عرب ٤٨ الذين يعيشون داخل إسرائيل وعددهم يتجاوز المليون نسمة ، وسط ٩ مليون يهودي ..
فضلاً عن أن الضفة الغربية التي تحتلها تشهد قمعا لا مثيل له ضد الفلسطينيين ..
بل تستطيع أن تقول وأنت مطمئن أن إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم القائمة على التمييز العنصري ..
واليهود أسياد الفلسطينيين وهم مواطنون من الدرجة الثانية حتى ولو كانوا يعيشون داخل إسرائيل وعندهم جنسيتهم ، وإيران ليس فيها هذا التمييز بين السكان مع أنها أيضاً قائمة على أجناس مختلفة وليس فقط من الإيرانيين.
والجدير بالذكر ان العنصرية واضحة داخل المجتمع اليهودي نفسه بين اليهود الشرقيين والغربيين ( الاشكناز والسفارديم)

والاتهام الثالث لإيران نشر الكراهية وإثارة التوتر في المنطقة .. والعدو الصهيوني متفوق بامتياز في هذا الإتهام من سنوات بعيدة جداً بدأت منذ إغتصاب فلسطين وحتى الآن ، وانظر إلى ما يفعله المستوطنون الآن في الضفة الغربية من نشر الكراهية والتوتر ..
والجرائم التي ترتكبها حكومة المتطرفين ضد الشعب الفلسطيني في “غزة” فهي نموذج صارخ للكراهية ..
حيث قتل آلاف من النساء والأطفال ..
وهذه الإبادة الجماعية تؤكد أنهم لا يحاربون “حماس” ، بل هدفهم الشعب الفلسطيني كله من هدم لمنازلهم وتجويعهم بالإضافة إلى قتلهم ..
والهدف في النهاية أن تكون “غزة” مستوطنة صهيونية !!

والاتهام الرابع والذي قامت بسببه الحرب أن إيران على وشك إنتاج قنبلة ذرية وهو كلام يدخل في دنيا العجايب لأن العدو الصهيوني أول من دخل هذا المجال في الشرق الاوسط وعنده أسلحة نووية كشفها لأول مرة عالم إسرائيلي يعمل في المختبر النووي بمفاعل “ديمونة” بصحراء النقب أسمه “مردخاي فعنونو” وقد أشتهر بإسم “جون كروسمان” وقد نشر هذه المعلومات في جريدة بريطانية في الثمانينات من القرن العشرين فقامت بعدها الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) بخطفه عندما كان في إيطاليا وحوكم بتهمة الخيانة العظمى وسجن لسنوات طويلة في السجون الانفرادية!!

والخلاصة: يا بني إسرائيل إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف عدوك الإيراني بالحجارة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى