مصر

اختفاء 377 ألف فلسطيني بغزة نصفهم أطفال واتهامات بتحويل المساعدات لأداة تهجير قسري

أعلن تقرير حديث أعده البروفيسور الإسرائيلي يعقوب غارب اختفاء ما يقرب من 377 ألف فلسطيني من سكان قطاع غزة منذ اندلاع الحرب الأخيرة وهو ما يمثل 17٪ من سكان القطاع البالغ عددهم حالياً نحو 1.85 مليون نسمة بعد أن كان قبل الحرب 2.227 مليون نسمة

أوضح التقرير الصادر عن جامعة هارفارد بعد تحليل بياني دقيق ورسم خرائط مكانية أن نصف المفقودين من الأطفال الفلسطينيين الذين لا يعرف مصيرهم حتى اللحظة وأن معظمهم يُعتقد أنهم قتلوا خلال القصف الإسرائيلي المكثف فيما لا يزال آلاف آخرون تحت الأنقاض دون أن تشملهم الإحصاءات الرسمية التي تقدر عدد القتلى بـ 61 ألفاً

لفت تقرير سابق صادر عن مجلة لانسيت الطبية في يناير 2025 إلى أن أعداد القتلى في غزة تم التقليل من شأنها بنحو 41٪ خلال الأشهر التسعة الأولى من الحرب مبينا أن النساء والأطفال وكبار السن شكلوا ما يقرب من 59.1٪ من الضحايا

أضافت المجلة في تقرير آخر نُشر في يوليو 2024 أن التقديرات المتوقعة لعدد الوفيات قد تتراوح ما بين 149 ألف إلى 598 ألف قتيل إذا استمرت وتيرة العدوان على نفس المستوى

نوه التقرير إلى أن ما يجري في غزة يتجاوز أي معيار إنساني ويشكل واحدة من أكبر الكوارث التي شهدها العالم في العصر الحديث من حيث الأثر السكاني والمأساة الإنسانية

أضاف غارب أن العدد الحقيقي للضحايا يفوق بكثير الرقم المعلن إذ لم يتم احتساب المفقودين أو أولئك المحاصرين تحت الركام ضمن القوائم الرسمية ما يكشف عن فجوة إنسانية وإحصائية خطيرة ويؤكد تصاعد شدة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون في القطاع

اتهم غارب في تقريره مؤسسة غزة الإنسانية GHF المدعومة أمريكياً وإسرائيلياً بأنها تسهم بشكل مباشر في تعزيز التهجير القسري من خلال مراكز توزيع مساعدات توصف بأنها واجهات إنسانية لكنها في الواقع مصممة وفق معايير أمنية تكتيكية تشبه ما يُعرف في العسكرية بالعنق القاتل fatal funnel

أشار إلى أن تلك المواقع لا تراعي أدنى المعايير الإنسانية وتفتقر إلى الماء والمرافق الصحية ومناطق الحماية وقد تحولت لساحات مكشوفة تستهدف المدنيين لحظة اقترابهم من المساعدات حيث قتل أكثر من 450 شخصاً وأصيب 3500 منذ مايو الماضي وفقاً لإحصائيات وزارة الصحة في غزة

نوه إلى أن هذه المراكز تدار من قبل مقاولين أمنيين أمريكيين بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي وهو ما يحوّل عمليات الإغاثة إلى أدوات عسكرية تستخدم السيطرة بدل الدعم ما يستدعي تحقيقاً دولياً عاجلاً حول الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين في تلك النقاط

أردف الباحث أن الهدف الحقيقي من إنشاء تلك المراكز يتعدى تقديم المساعدات ليصل إلى تشكيل بيئات ضغط وتهجير قسري وسط صمت دولي مشين مشدداً على ضرورة شمول جميع الضحايا بما فيهم من هم تحت الأنقاض ضمن قوائم القتلى الرسمية وداعياً لتحقيق العدالة والمحاسبة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى