انهيار واردات القمح بمصر يهدد الأمن الغذائي ويكشف أزمة استيراد حادة
أكد بيان وزارة الزراعة أن واردات مصر من الحبوب والسلع الاستراتيجية شهدت تراجعًا حادًا منذ بداية العام الحالي وهو ما أثار قلق الأوساط الاقتصادية والرقابية بشأن الأمن الغذائي في البلاد
أوضحت وزارة الزراعة أن مصر استوردت 4.9 مليون طن من القمح منذ بداية يناير حتى منتصف يونيو وهو ما يمثل انخفاضًا قاسيًا بنسبة 30% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي حيث بلغت الواردات حينها 7.1 مليون طن
لفتت تقارير تجارية مطلعة إلى أن واردات الذرة سجلت تراجعًا طفيفًا بلغ 4% بعد أن استوردت مصر 4.2 مليون طن هذا العام مقابل 4 ملايين طن في الفترة نفسها من العام السابق
أشارت الإحصائيات إلى أن واردات فول الصويا ارتفعت بنسبة 22% بعد أن وصلت إلى 2.2 مليون طن منذ بداية 2025 مقارنة بـ1.8 مليون طن خلال النصف الأول من عام 2024
صرح مسؤول بارز في وزارة الزراعة بأن الانخفاض الحاد في واردات القمح يعكس ضغوطًا متزايدة على الموازنة العامة خاصة في ظل استمرار ارتفاع أسعار الغذاء عالميًا وتراجع المخزون الاستراتيجي في بعض المنافذ الحيوية
أعلن قطاع الحجر الزراعي أنه بدأ فعليًا في دراسة واعتماد مناشئ جديدة لاستيراد السلع الغذائية الأساسية وذلك في محاولة يائسة لسد الفجوة المتزايدة بين الطلب المحلي والعرض المتاح
زعم خبراء أن التراجع في الواردات يرجع إلى عدة عوامل أبرزها ارتفاع تكلفة الشحن وتذبذب أسعار العملة الأجنبية إلى جانب صعوبات لوجستية أثرت سلبًا على تدفقات الإمداد الغذائي
أضاف مراقبون اقتصاديون أن استمرار هذا الانخفاض قد يؤدي إلى اضطرابات في السوق المحلي ويزيد من الضغوط على المواطنين الذين يعانون أصلًا من ارتفاع مستويات الأسعار وتقلص القدرة الشرائية
نوهت مصادر رقابية إلى أن الوضع الراهن يتطلب تحركًا عاجلًا على مستوى السياسات الزراعية والتجارية لتأمين السلع الاستراتيجية في ظل أوضاع إقليمية ودولية غير مستقرة تهدد الأمن الغذائي في البلاد
استدرك مسؤولون سابقون أن مثل هذه الانخفاضات في واردات القمح تحديدًا قد تؤثر على برامج دعم الخبز المدعوم والتي يستفيد منها أكثر من 60 مليون مواطن مما يجعل الأزمة أكثر خطورة من مجرد تراجع تجاري عابر
