تقرير استخباراتي يشكك في فعالية الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية وترمب يصفه بـ”الخاطئ تماماً”

أثار نشر تقارير استخباراتية أميركية وإسرائيلية جديدة شكوكاً حول مدى جدوى الهجمات الأميركية الأخيرة على المنشآت النووية في إيران، الأمر الذي قابله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بنفي قاطع، مؤكداً وقوع “دمار كامل” في هذه المواقع.
تعود جذور الجدل إلى تقييم أولي أعدته وكالة استخبارات الدفاع (DIA) التابعة للبنتاغون، وتم تداوله في وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية عدة، منها شبكة “CNN” وصحيفة “نيويورك تايمز”. يشير هذا التقييم إلى أن الضربات الجوية الأميركية، التي استخدمت فيها قاذفات B-2 وقنابل خارقة للتحصينات، نجحت فقط في تأخير البرنامج النووي الإيراني “لأشهر معدودة”، وأن دمار المنشآت لم يكن كاملاً كما زعمت إدارة ترمب.
البيت الأبيض، من جهته، سارع إلى رفض نتائج التقييم، واعتبرها “خاطئة بالكامل”، موضحاً أن تقرير الاستخبارات صنف على أنه “سري للغاية” وأن تسريبه تم من قبل “شخص مجهول ومنخفض المستوى في مجتمع الاستخبارات”، في محاولة لـ”التقليل من شأن الرئيس ترمب والإساءة إلى الطيارين الشجعان”. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت: “الجميع يعلم ما الذي يحدث عندما تُسقط 14 قنبلة، كل واحدة تزن 30 ألف رطل، على أهدافها بدقة: دمار كامل”.
الرئيس دونالد ترمب لم يتوان في دفاعه عن الهجمات، حيث نشر عبر منصته “تروث سوشيال” تصريحات حادة ضد التقارير الإعلامية، واصفاً “CNN” و”نيويورك تايمز” بـ”الكاذبين” و”الفاشلين”. وأضاف: “المواقع النووية في إيران دُمّرت بالكامل! كل من التايمز وCNN تتعرضان لهجوم شديد من الرأي العام”.
في السياق نفسه، أكد المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن الضربات دمرت منشآت فوردو وأصفهان بالكامل، مشدداً على أن “الأمر سيستغرق سنوات لإعادة بناء البرنامج النووي الإيراني”. وقال ويتكوف: “أسقطت الولايات المتحدة 12 قنبلة خارقة للتحصينات على موقع فوردو. لا شك أنها دمرته بالكامل”، مضيفاً: “منشأة التحويل في أصفهان، الضرورية لأي عملية تخصيب، دمرت كلياً”.
أما التقارير الاستخباراتية، فقد أشارت إلى أن معظم أجهزة الطرد المركزي في نطنز وفوردو “لم تدمر بالكامل”، كما لم يتم القضاء على مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، وأن تقييم آثار الهجمات ما يزال قيد التحليل وقد يستغرق وقتاً لاستكمال صورة شاملة لحجم الأضرار. وبحسب مصدرين مطلعين فإن “البرنامج النووي الإيراني قد تراجع شهراً أو شهرين فقط”.
وفي إسرائيل، أفادت مصادر استخباراتية أن الضربات ربما أبطأت البرنامج النووي الإيراني “عدة سنوات”، لكنها لم تحقق “تدميراً كاملاً”، فيما أكد مسؤول كبير في الجيش الأميركي أن التحليل النهائي للأضرار ما يزال جارياً.
وفي خضم التراشق الإعلامي والسياسي، بدت حسابات الأضرار متفاوتة بين من يرى أن الضربة وجهت لطهران “ضربة موجعة صعبة التعويض”، ومن يقلل من تأثيراتها الاستراتيجية على مسار المشروع النووي الإيراني.