جثة وجرعة “آيس” تهزان أوسيم: تأجيل الحكم في قضية مثيرة

في صباحٍ رمضاني هادئ، بينما كانت الحياة تدبّ كعادتها في إحدي قرى مركز أوسيم، لم يكن أحد يتوقع أن المياه الراكدة بترعة “نوال” ستبوح بسرٍ ثقيل؛ جثة فتاة شابة ملفوفة داخل سجادة وبلاستيك أسود، تُركت لتُجرفها المياه إلى مصيرٍ مجهول .. قبل أن تُعيدها الحقيقة إلى النور.
وفي جلسة مثقلة بالتفاصيل والوجع، قررت دائرة جنح أوسيم بمحكمة شمال الجيزة، اليوم الثلاثاء، تأجيل النطق بالحكم في القضية التي شغلت الرأي العام المحلي، والمتهم فيها فني دوكو يُدعى “أ. س.“، واثنان من رعاة الأغنام، هما “ص. ج.” و”ح. ر.”، إلى جلسة 1 يوليو المقبل، للنطق بالحكم في اتهامهم بإخفاء جثمان فتاة تُدعى “ياسمين” بعد وفاتها إثر جرعة زائدة من مخدر “الآيس”.
بداية الحكاية: علاقة محرّمة ونهاية مأساوية
التحريات التي قادتها مباحث أوسيم كشفت الستار عن علاقة غير شرعية جمعت بين المتهم الرئيسي “أ. س.” والضحية “ياسمين”، واستمرت خلف الأبواب المغلقة .. حتى جاءت اللحظة التي قررا فيها تعاطي “الآيس” معًا داخل شقة في منطقة الوراق، في وضح نهار رمضان.
لكن جرعة واحدة كانت كافية لإنهاء كل شيء؛ إذ لفظت “ياسمين” أنفاسها الأخيرة فورًا، وسط ذهول المتهم، الذي تحوّل من عشيق إلى متورط، ثم إلى مجرم يحمل على كاهله جثةً يحاول التخلص منها بأي ثمن.
خطة الإخفاء .. ومساعدة غير مقصودة
وفقًا لما توصلت إليه التحقيقات، قرر “أ. س.” التخلص من الجثة لطمس آثار الجريمة. فقام بلف الجثمان داخل كيس بلاستيكي وسجادة، ثم استأجر سيارة تاكسي من أحد معارفه، وتوجّه صوب ترعة “نوال”، وألقى الجثة هناك في محاولة يائسة لإخفاء الحقيقة.
لكن المفاجأة الأكبر جاءت من تورط اثنين من رعاة الأغنام، كانا في المكان لحظة العثور على الجثة. حسب أقوال الدفاع، لم يكن لهما يد في موت الفتاة، لكنهما ساعدا في إخفاء الجثة خشية التورط أو الاشتباه، وهي النقطة التي دار حولها الجدل القانوني في قاعة المحكمة.
يوم المحاكمة: الدفاع يهاجم .. والنيابة ترد
أمام هيئة المحكمة، ترافع المحاميان سعيد حواش وأحمد السقيلي عن المتهمين الثاني والثالث، مؤكدين أن موكليهما لم يشاهدا الواقعة ولم يشاركا فيها، بل فوجئا بجثة ملقاة أمام أرضهما الزراعية، فقررا إبعادها خوفًا من المساءلة القانونية.
المحامي “حواش” استند إلى ما وصفه بـ”بطلان إجراءات القبض والتفتيش”، زاعمًا أن موكليه ضُبطا قبل صدور إذن النيابة، كما دفع بـ”بطلان الإقرار” بدعوى أنه “انتُزع تحت الإكراه”، وشكّك في “جدية التحريات” التي اعتبرها “منعدمة وغير معقولة”.
نهاية مفتوحة .. وحكم منتظر
بقيت الكلمات الأخيرة في قاعة المحكمة معلّقة بين أروقة الجدران، في انتظار ما ستقوله هيئة المحكمة يوم 1 يوليو. هل تُبرئ راعيي الأغنام؟ هل تُدين الجميع؟ وهل تجد روح “ياسمين” عدالة تليق بنهايتها المأساوية؟
هكذا سقطت فتاة في عمر الزهور ضحية علاقة محرّمة وجرعة قاتلة، وتحوّلت جريمة الإخفاء إلى قضيّة رأي عام، تنتظر كلمتها الأخيرة من منصة العدالة.