حوارات وتصريحات

طارق الزمر يؤكد أن اعتقال الغنوشي فضح قسوة الأنظمة ضد الفكر

أكد الدكتور طارق الزمر رئيس مركز حريات للدراسات الاستراتيجية أن اعتقال المفكر الإسلامي راشد الغنوشي البالغ من العمر 81 عامًا لا يمثل فقط إجراءً تعسفيًا بل يكشف عن توجه ممنهج لدى الأنظمة في محاربة الفكر الحر وتكميم الأفواه الرافضة للظلم والطغيان

أشار الزمر إلى أن سجن الغنوشي ليس مجرد إجراء قانوني بل تعبير صارخ عن مدى خوف الأنظمة من الكلمة والفكرة التي توقظ وعي الشعوب وتفضح استبداد الحكم وسطوته

لفت إلى أن ما يحدث اليوم يعيد إلى الأذهان واقعة مماثلة حين تُرك المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين مهدي عاكف خلف القضبان رغم بلوغه سن التسعين دون أن تراعى حالته الصحية أو تاريخه أو وضعه الإنساني

أوضح أن هذه الحوادث المتكررة لا يمكن وصفها بالاستثنائية بل تندرج تحت سياسة ممنهجة تمارسها السلطات بحق الرموز الإسلامية ذات التوجهات الفكرية والسياسية المعتدلة القائمة على الحوار والإصلاح

أضاف أن السياسات الحالية تستبدل الحوار بالسجن وتستعين بالقسوة بدلًا من النقاش وترفع سلاح التصفيات المعنوية ضد أي صوت يعارض توجهاتها

أردف أن الغنوشي الذي تجاوز العقد الثامن من عمره لم يُعرف إلا بمسيرته الطويلة في تبني الفكر الوسطي والدعوة إلى النضال السلمي والحلول السياسية مما يجعل سجنه اليوم رسالة تهديد لكل من يجرؤ على المطالبة بالإصلاح

استدرك أن القمع المتواصل لأصحاب الكلمة الحرة والسكوت عن المفسدين يعكس خللًا بنيويًا في بنية الحكم ويدل بوضوح على فشل الأنظمة في مواجهة الكلمة بالفكرة والاعتراض بالحجة

زعم أن اعتقال الغنوشي يمثل إدانة مباشرة للسلطات وليس للرمز الفكري الذي طالما نادى بالحوار كحل للأزمات السياسية والاجتماعية في البلاد

نوه إلى أن التضييق على رموز الفكر المعتدل وتجاهل من تورطوا في قضايا فساد كبرى يُظهر حجم المفارقة بين من يُحاكم على فكرة ومن يُترك يعبث بمقدرات الأمة دون حساب

أعلن أن استمرار هذا النهج الاستبدادي سيزيد من تأجيج الأوضاع الداخلية ويخلق حالة من الانقسام المجتمعي ويقضي تمامًا على أي أمل في إصلاح حقيقي يمر عبر التوافق الوطني

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى