إحالة “توربيني كفر الدوار” للمفتي بعد اتهامه بخطف وابتزاز أطفال

في واحدة من أبشع القضايا التي هزّت الرأي العام المصري وأثارت غضب مواقع التواصل الاجتماعي، أسدلت محكمة جنايات دمنهور الستار على الفصل الأول من محاكمة “م. ص.” الشهير بلقب “التوربيني”، المتهم باختطاف عدد من الأطفال وارتكاب جرائم مروعة في حقهم، بعدما قررت المحكمة إحالة أوراقه إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.

صدر القرار برئاسة المستشار عبدالعاطي مسعود شعلة، وعضوية المستشارين هشام الشريف، وتامر رضا، ومصطفى سليمان، وسط حضور أمني مكثف وترقب واسع من الأهالي والإعلام، حيث تحددت جلسة 21 أغسطس المقبل للنطق بالحكم النهائي.

الواقعة، التي وقعت في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، كشفت عن سلسلة من الجرائم الصادمة التي ارتكبها المتهم في حق عدد من الأطفال، حيث استغل ضعفهم وخوفهم ليخطفهم تحت التهديد، ويعتدي عليهم بطريقة وحشية، ثم يقوم بتصويرهم في أوضاع مخلة بهدف ابتزازهم لاحقًا.

تحولت القضية إلى حديث الشارع ومادة دسمة للنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، لما فيها من قسوة وانعدام للرحمة، خاصة مع توالي شهادات أهالي الضحايا، الذين كشفوا عن حجم المعاناة التي تعرض لها أطفالهم، بين الألم النفسي والجسدي، وصمت الخوف الذي كمّم أفواههم لأشهر.

التحقيقات كشفت أن المتهم كان يختار ضحاياه بدقة، مستغلاً علاقات سطحية أو لحظات عابرة، ليجرّهم إلى مصير لم يتخيله أحد، قبل أن تبدأ الخيوط في التكشف وتنطلق شرارة البلاغات ضده، لتنتهي بواحدة من أسرع القضايا التي وصلت إلى ساحة العدالة، بعد أن توافرت فيها الأدلة والشهادات الكافية لإدانته.

واليوم، ومع إحالة أوراقه إلى المفتي، يترقب الجميع الكلمة الأخيرة في هذه القضية، التي أعادت إلى الأذهان حكايات مظلمة من تاريخ الجرائم الجنائية في مصر، لكنها في كل تفاصيلها تحمل نداءً صريحًا بضرورة حماية الأطفال وتشديد الرقابة المجتمعية، حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى.