تفاقم أزمة الأسمدة في مصر بعد توقف الغاز وارتفاع الأسعار 40%
ارتفعت أسعار الأسمدة الحرة في السوق المصري خلال الأيام القليلة الماضية بشكل غير مسبوق مدفوعة بأزمة حادة في إمدادات الغاز الطبيعي المسال أدت إلى توقف عدد كبير من المصانع عن العمل بشكل شبه كامل
سجلت شكارة سماد اليوريا زنة 50 كلغ قفزة كبيرة حيث بلغ سعرها بين 1600 إلى 1700 جنيه بعدما كانت لا تتجاوز 1200 جنيه في أقصى تقدير خلال العام الماضي بينما صعد سعر شكارة سماد النترات إلى ما بين 1100 إلى 1200 جنيه وسط حالة من الارتباك في الأسواق الزراعية
تراجعت الكميات المطروحة من الأسمدة المدعمة بشكل واضح حيث تقلص مخزون الجمعيات التعاونية إلى أقل من 160 ألف طن مقارنة بـ 300 ألف طن كانت متوفرة مع بداية موسم الزراعة الصيفية وحدث ذلك نتيجة تعطل توريد الحصص من المصانع خلال شهري مايو ويونيو الجاريين
أعلنت وزارة الزراعة في وقت سابق عن تعديل تكلفة نقل الأسمدة بزيادة بلغت 80 جنيهًا للطن وذلك بسبب ارتفاع أسعار المحروقات خلال الأسبوع الماضي مما ساهم في رفع سعر شكارة سماد سلفات إلى 264 جنيهًا وسعر شكارة سماد نترات إلى 259 جنيهًا بينما بلغت شكارة سماد اليوريا المدعمة 264 جنيهًا
تأثرت المصانع المنتجة للأسمدة بشكل بالغ بعد توقف وصول الغاز الطبيعي من حقل ليفياثان الإسرائيلي لأكثر من عشرة أيام بسبب التوترات المتصاعدة بين تل أبيب وطهران ما أدى إلى تراجع حجم التوريدات الشهرية للمصانع من 220 ألف طن إلى نحو النصف فقط
تضاعفت معاناة الفلاحين مع تراجع المعروض وتوزيع الحصص المدعمة على دفعتين أو ثلاث خلال الموسم الزراعي بدلاً من صرفها دفعة واحدة وهو ما أربك حساباتهم وزاد من تكلفة الزراعة التي لم تعد تحتمل أعباء إضافية في ظل ارتفاع أسعار الأسمدة والوقود على حد سواء
تأزمت أوضاع السوق الزراعي مع اشتداد الطلب وندرة المعروض وزادت شكاوى المزارعين من صعوبة الحصول على الكميات اللازمة للمحاصيل الصيفية مما ينذر بانخفاض الإنتاج الزراعي المحلي إذا استمرت الأزمة دون حلول عاجلة
