إدارة ترمب تقيّد مشاركة المعلومات السرية مع الكونجرس بعد تسريب تقييم استخباراتي حول ضربات إيران النووية

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن نيتها تقييد مشاركة المعلومات الاستخباراتية السرية مع الكونجرس، عقب تسريب تقييم سري يضعف صورة نجاح الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، مما يعكس تصعيداً في التوتر بين البيت الأبيض ووكالات الاستخبارات الأميركية.
كشف تقرير نشرته وسائل إعلام أميركية أبرزها “أكسيوس” و”سي إن إن”، أن تقييمًا أوليًا أعدته وكالة استخبارات الدفاع وشكك في نجاح الضربات الأميركية التي استهدفت 3 منشآت نووية إيرانية، حيث أشار التقييم إلى أن هذه الضربات لم تدمر برنامج إيران النووي بالكامل، بل أخرت تقدمه لعدة أشهر فقط. يأتي هذا في الوقت الذي كان الرئيس ترمب يصرح فيه بأن المواقع النووية الإيرانية “دُمرت بالكامل”، مما أثار غضب البيت الأبيض واعتباره أن التسريبات تهدف إلى تقويض موقف الإدارة.
رداً على التسريب، فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI تحقيقاً موسعاً، فيما أعلن مسؤولون في البيت الأبيض عن خطوات لتشديد الإجراءات الأمنية ومنع تسريب تقارير استخباراتية منخفضة الموثوقية إلى الإعلام. كما أعلن البيت الأبيض عزمه الحد من نشر المعلومات الحساسة عبر منصة CAPNET، التي تستخدم لمشاركة المعلومات المصنفة سرية مع أعضاء الكونجرس، حيث شهدت المنصة تسريبًا سريعًا للتقييم الاستخباراتي في وقت سابق.
على صعيد آخر، تخطط إدارة ترمب لاستبعاد مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، من الإحاطة السرية المقبلة أمام مجلس الشيوخ حول الملف الإيراني، وهو قرار نادر أثار جدلاً واسعاً، خاصةً وأن جابارد تشغل أعلى منصب في مجتمع الاستخبارات الأميركي. وأوضح مصدر مسؤول أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف سيحل مكانها في الإحاطة، وتم تأكيد أن جابارد لا تزال تلعب دورًا مهما خلف الكواليس رغم استبعادها من قضايا حساسة.
يذكر أن هذه الخطوات تأتي في ظل أزمة ثقة متصاعدة بين ترمب وأجهزة الاستخبارات الأميركية، والتي تفاقمت منذ حملته الانتخابية الأولى عام 2016، مع اتساع الانتقادات داخل الكونجرس حيال تقييد المعلومات وعدم إطلاع المشرعين على تفاصيل الضربات قبل تنفيذها.
تصريحات بارزة
قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض لموقع “أكسيوس”:
“نعلن الحرب على المسربين”، مشيرًا إلى أن الاستخبارات تعمل على منع تسريب المعلومات السرية التي قد تضر بمصالح الدولة. وأضاف: “من الواضح أنه ما إن نضع المعلومات على CAPNET، حتى تتسرب.. لا يوجد مبرر لتكرار ذلك”.
وأضاف مصدر داخل الإدارة:
“راتكليف سيمثل مجتمع الاستخبارات في الإحاطة المقبلة، ووسائل الإعلام تحوّل الأمر إلى شيء أبعد من الواقع”.
من جانبها، علقت تولسي جابارد على الخلافات السابقة بشأن تقييم البرنامج النووي الإيراني، مؤكدة في شهادتها أمام الكونجرس أن وكالات الاستخبارات لا ترى أن إيران تبني سلاحاً نووياً، معربةً عن التزامها بمسؤولياتها رغم الضغوط.
وفي مؤتمر صحفي خلال قمة الناتو في لاهاي، أكد الرئيس ترمب مجددًا أن الضربات استهدفت المنشآت النووية الإيرانية بقوة أدت إلى “إلحاق ضرر بالغ” بحسب تقييمات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.