The New York Times : الصين تشن هجمات قرصنة إلكترونية على حليفتها روسيا بحثًا عن أسرار الحرب في أوكرانيا

كشفت تقارير أمنية عن حملات اختراق متكررة من قبل مجموعات قرصنة مرتبطة بالحكومة الصينية تستهدف أنظمة روسية بحثًا عن معلومات عسكرية حساسة، رغم التحالف الرسمي بين البلدين.
منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، بدأت تكثر الهجمات الإلكترونية الصادرة من الصين على شركات وهيئات حكومية روسية بهدف سرقة بيانات وأسرار تتعلق بالتسليح والعمليات القتالية. وقد شهدت حملة القرصنة تسارعًا ملحوظًا منذ مايو 2022، بعد أشهر قليلة من بدء الصراع، مستمرة بشكل منتظم حتى في ظل التصريحات الرسمية التي تؤكد تعاونًا وثيقًا بين قادة البلدين، الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس شي جين بينغ.
تشير التحليلات إلى أن الصين ترى في روسيا هدفًا ضعيفًا توفر له ظهيرًا مثالياً لاختراق أنظمتها، مستغلة التحديات الأمنية التي تواجهها موسكو. ففي العام 2023، انتحلت مجموعة قرصنة معروفة باسم “سانيو” عناوين بريد إلكتروني لشركة هندسية روسية كبرى بهدف الحصول على معلومات حول الغواصات النووية الروسية. هذا الكشف جاء على يد شركة TeamT5، المختصة بأبحاث الأمن السيبراني ومقرها في تايوان، التي أكدت ارتباط الهجمات بالحكومة الصينية.
ويثير هذا التطور تساؤلات حول طبيعة العلاقات بين الصين وروسيا في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا، ومدى التوترات الخفية التي قد تنشأ خلف الستار السياسي والاقتصادي المتبادل.
قال جونغ مين، خبير الأمن السيبراني في شركة TeamT5: “رغم التصريحات الرسمية عن الصداقة، إلا أن الهجمات السيبرانية تكشف عن هدف معلوماتي أكثر براغماتية، حيث تسعى الصين للحصول على تقنيات عسكرية روسية يمكن أن تعزز مكانتها الاستراتيجية.”
وأضافت لي يان، محللة أمنية مستقلة: “هذه السلسلة من الاختراقات تبرز أهمية تعزيز التدابير الأمنية الروسية، خاصة في القطاع العسكري، وتعيد التفكير في طبيعة التعاون بينهما ضمن بيئة الحرب الرقمية المتقدمة.”