مقالات وآراء

مدحت الزاهد يكتب: د. ليلى سويف.. ضمير العصر الذي لا يُقهر

الو.. د. ليلى سويف؟

قبل أيام، هاتفتها. جاءني صوتها هادئًا من الطرف الآخر، لكن الكلمات كانت ثقيلة بالمحبة والقلق والأمل.

كنت محمّلًا برسائل صادقة من شخصيات وطنية مرموقة، منهم الدكتور عبد الجليل مصطفى والدكتور محمد رؤوف حامد، وكلها تنطق بإجماع واضح: “لقد انتصرتِ يا دكتورة ليلى.

انتصرتِ للمبدأ، للمعنى، وللكرامة الإنسانية”.

قالوا لي: “لقد ربحتِ، وربحت معكِ حركة التضامن في مصر والعالم. ربحتِ الحقّ والعدالة، وحان الوقت أن نربحك أنتِ للحياة… لأن من خاض هذا الصراع النبيل يستحق أن يعيش، ليعلّم، ويتعلم منه الجميع”.

وتابعت المكالمة وأنا أسترجع مشاهد صمودها الأسطوري: من حملة “عاوزة جواب”، إلى الاعتصام عند بوابة زنزانة ابنها، علاء، الذي لا تطمح منه سوى برسالة قصيرة.

إلى “إفطار رمضان” المفروش على رصيف بجوار قسم الدقي، حيث يُحبس ابنها في “ساعة التكدير”، وكأن سنوات السجن لا تكفي.

بينما الكل يفطر على موائد أسرية دافئة، كانت هي تفطر وسط الأصدقاء، على الأرض، ولا ندري إن كانت قد تذوقت شيئًا، وهي التي لم تستطع ابتلاع الظلم يومًا.

كم من موقف خاضته د. ليلى ضد الظلم؟ وكم من موقف كتبت فيه بدمها سجلًا للتاريخ؟!

قبل المكالمة، كنت قد اطلعت على رسائل متبادلة بين أصدقاء ومحبيها، بعضهم كتب:

  • “ما فعلته حتى الآن أكثر من كافٍ… لقد تجاوزتِ ألف مرة واجبكِ الإنساني”.
  • “ما فعلتهِ حُفر في ضمير هذا العصر، واستمرارك فيه لم يعد ضرورة بل مخاطرة”.
  • “صمودكِ ليس عاديًا.. بل هو معجزة تقيم الحجة على من ظلموا”.
  • “نتمنى أن تقتنعي بأن رسالتك وصلت، وأن العالم يحتاجكِ اليوم أكثر من أي وقت مضى”.

وحين نقلت هذه المعاني لها، أجابتني بهدوء من يعرف حجم المسؤولية: إنها تلقت مئات الرسائل بهذا المعنى، وأنها بالفعل استجابت، وعبّرت عن ذلك في منشور كتبته سناء.

وطلبت منها، بكل محبة، أن تخطرنا بموعد حضورها أو حضور إحدى ابنتيها، سناء أو منى، أو الدكتورة أهداف، لتسلم درع التكريم الذي قرر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي منحه لها، تقديرًا لكونها “شخصية العام وضمير هذا العصر”.

وفي ختام المكالمة، رجوتها بكل الحب أن تُخفّف من كل ما قد يُضعف جسدها. ووعدتني.

وأنا أُصدقها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى