حكومة غزة: اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي ممنهجة بحق المدنيين

أكدت حكومة غزة، الجمعة، أن اعترافات جنود وضباط إسرائيليين بإطلاق النار المتعمد على آلاف المدنيين المتجمعين قرب مراكز توزيع المساعدات في القطاع، تمثل “جريمة إعدام جماعي ممنهجة”، وتكشف الوجه الحقيقي لممارسات الاحتلال تحت غطاء “الإغاثة”.
جاء ذلك في بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي، تعليقاً على ما نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، والتي كشفت أن قادة في الجيش الإسرائيلي أصدروا أوامر مباشرة بإطلاق النار على الحشود الفلسطينية، رغم عدم تشكيلها أي تهديد أمني.
وأوضح البيان أن “ما ورد في التقرير يشكّل إقرارًا داخليًا موثقًا بارتكاب جيش الاحتلال جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين في غزة”، لافتاً إلى أن “الأوامر العسكرية بإطلاق النار على الجائعين العزّل، واستخدام الأسلحة الثقيلة ضدهم، تمثل دليلاً دامغاً على وجود سياسة منظمة للإبادة الجماعية”.
وأضاف البيان أن “ما يحدث ليس تجاوزات فردية، بل ممارسات ممنهجة، تواطأ فيها جيش الاحتلال مع شركات أمنية ومقاولين لتحقيق مكاسب مادية على حساب دماء الأبرياء”.
وطالب المكتب الإعلامي المؤسسات الدولية، وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية، بالتحرك العاجل لفتح المعابر، وكسر الحصار المفروض على غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية عبر القنوات الأممية دون قيد أو شرط، ومحاسبة قادة الاحتلال وجنوده على هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية.
وأكد البيان أن “صمت المجتمع الدولي يُعد مشاركة فعلية في الجريمة، ويمنح الاحتلال غطاءً لمواصلة مجازره”، مشيراً إلى أن المجاعة والقتل الممنهج باتا أداة ضغط لإجبار الفلسطينيين على الاستسلام.
وكانت صحيفة هآرتس قد نقلت عن جنود إسرائيليين -لم تُكشف أسماؤهم– أن ما يشهده القطاع هو “انهيار تام للمعايير الأخلاقية للجيش”، واصفين الوضع بأنه “ساحة قتل” يُقتل فيها يوميًا ما بين شخص وخمسة أشخاص من المنتظرين للمساعدات، والذين “يُعاملون كقوة معادية”.
وتأتي هذه الاعترافات في وقت تُغلق فيه إسرائيل منذ 2 مارس/آذار جميع المعابر المؤدية إلى القطاع بشكل شبه كامل، ولا تسمح إلا بدخول عدد محدود من الشاحنات، في وقت يحتاج فيه قطاع غزة إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات يوميًا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية.
وبحسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن سقوط أكثر من 189 ألف قتيل وجريح، بينهم آلاف النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 11 ألف مفقود، فيما تسبب في كارثة إنسانية ومجاعة تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين.